حديث في عدم دخول الملائكة بيت فيه صورة أو كلب

اقرأ في هذا المقال


إنَّ الملائكةَ الكرامِ خلقٌ منْ خلقِ اللهِ خلقوا للعبادةِ، وإيمانهمْ جبلِّي بطبيعةِ خلقهمْ، وقدْ خلقهمْ اللهِ  لتسيير أعمال العبادِ وكتابةِ أعمالهمْ، كما أنّ منهمْ الملائكةَ الحفظةَ منْ يحفظونَ الإنسانَ بأمر اللهِ، وهمْ مطّهرونَ، وقدْ وردَ أنّهمْ ينزلونَ إلى الأرضِ، وأنّ منْ موانعِ دخولهْم بيتٌ فيه صورةٌ أو كلبٌ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصّحيح: ((حدّثنا ابنُ مقاتلٍ، أخبرنا عبدُ اللهِ، أخبرنا مَعْمرٌ، عنِ الزّهريِّ ، عنْ عبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ، أنّهُ سمعَ ابنَ عبّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما يقول:: سمعتُ أبا طلحةَ يقولُ: سمعتُ رسول اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ يقولُ: (لا تدْخلُ الملائكةُ بيتاً فيهِ كلبٌ، ولا صورةٌ تماثيلَ). رقمُ الحديث: 3225)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحه في كتابِ بدءِ الخلقِ؛ بابُ: ( إذا قالَ أحدكمْ آمينَ، والملائكةُ في السّماءِ، فوافقتْ إحداهما الأخرى، غفرَ لهُ ما تقدّمَ منْ ذنبه)، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي طلحةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ زيدُ بنُ سهلٍ الأنْصاريُّ، منَ الصّحابةِ الرّواةِ، ويرويهِ أيضاً عنهُ ابنُ عبّاسٍ رضي اللهُ عنهما وهوَ عبدُ اللهِ بنُ عبّاسٍ حبرُ الأمّةِ، وهوَ أيضاً منَ المكثرينَ في الرّوايةِ، أمّا بقيّةُ رجال الحديث:

  • ابنُ مقاتلٍ: وهوَ أبو  الحسنِ، محمّدُ بنُ مقاتلٍ المروزيُّ (ت:226هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتْباعِ التّابعينَ الثّقاتِ في رواية الحديث.
  • عبدُ الله: وهوَ أبو عبدِ الرّحمنِ، عبدُ اللهِ بنُ المباركِ الحنظليُّ (118ـ181هـ)، وهوَ منْ كبارِ المحدّثينَ الثّقاتِ منْ أتباع التّابعينَ.
  • معمرٌ: وهوَ أبو عروةَ، معمرُ بنُ راشدٍ الأزْديُّ (96ـ150هـ)،  وهوَ منْ ثقاتِ الحديثِ منْ أتباع التّابعينَ.
  • الزّهريُّ: وهوَ أبو بكرٍ، محمّدُ بنُ مسلمٍ الزّهريُّ (50ـ125هـ)، وهوَ منْ كبارِ المحدّثينَ منْ التّابعينَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى عملِ الملائكةِ وعدمِ دخولها بيتٍ فيه كلبٌ أو صورةٌ، وقدْ أوردَ أهلُ العلمِ استناداً لهذا الحديثِ أنّ الملائكةَ الكرامِ لا تدخلٌ بيتٌ فيهِ كلبٌ لنجاستهِ، وأمّا الصّورةُ فهيَ كلُّ تصويرٍ يرفعُ ويعلّقُ، وقدْ وردَ عنِ النّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ أنّهُ لمْ يدعْ في بيتهِ تصاويرٌ، والكلبُ إذا كانَ لصيدٍ أو حراسةٍ فلا بأسَ في ذلكَ لأنّهُ منَ المأذونِ بهِ في الشّريعةِ، أمّا التّصويرُ إذا كانَ ممتهناً كانْ يوضعَ موطئَ قدمٍ أو ما شابهَ ذلَ غيرَ معلّقٍ فلا بأسَ في ذلكَ أيضاً.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدّروسِ المستفادةِ منَ الحديث:

  • المسلمُ يحرصُ على دخولِ الملائكةِ لبيتهِ لحفظِهِ بأمرِ الله.
  • الملائكةُ عبادٌ مطهّرونَ لا يدخلونَ مكاناً فيه بيتٌ أو صورةٌ.

شارك المقالة: