لقدْ كانَ في حديثِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ كثيراً منَ الشّواهدِ الّتي تبيّنُ كثيراً منَ الآدابِ والرّقائقِ الّتي ترقّقُ القلب، وقدْ بيّنَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ أنّ النّفسَ يجبُ أنْ تكونَ مقتنعةً بقضاءِ اللهِ وقدرهِ وذلكَ هوَ الغنى، وسنعرض حديثاً في ذلكَ.
الحديث:
أوردَ الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا أحمدُ بنُ يونسَ، حدّثنا أبو بكرٍ، حدّثنا أبو حصينٍ، عنْ أبي صالحٍ، عنْ أبي هريرةَ، عنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قال: “ليسَ الغنى عنْ كثرةِ العرضِ، ولكنَّ الغنى غنى النّفسِ”)). رقمُ الحديث: 6446.
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الرّقاقِ، باب: (الغنى غنى النّفسِ)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنً صخرٍ الدّوسيِّ، منَ الصّحابةِ الرّواةِ للحديثِ وأكثرهمْ حديثاً عنِ النّبيّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ، أمّا بقيّةُ رجالِ سندِ الحديث:
- أحمدُ بنُ يونس: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، أحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ يونسَ التّميميّ اليربوعيُّ (133ـ227هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ تبعِ أتباعِ التّابعينَ في رواية الحديث.
- أبو بكر: وهوَ أبو بكرٍ، أبو بكرِ بنُ عيّاشِ الأسديّ (94ـ193هـ)، وهو منْ رواة الحديثِ الثّقاتِ منْ أتباع التّابعينَ.
- أبو حصين: وهوَ أبو حصينٍ، عثمانُ بن عاصمِ بنِ حصينٍ الأسديّ (ت: 127هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ المحدّثينَ منْ أتباع التّابعينَ.
- أبو صالح: وهوَ أبو صالحٍ، ذكوانُ السّمّانُ الزيّاتُ (101هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منَ التّابعينَ في رواية الحديث عنِ الصّحابةِ.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديث إلى أدبٍ منَ الرّقاقِ النّبويّةِ وهوَ غنى النّفس، وقدْ بيّنَ النّبيّ صلّى اللهُ عليه وسلم أنّ الغنى ليسَ بكثرةِ المالِ وما يملكُ منْ عرضِ الدّنيا، ولكنَّ الغنى غنى النّفسِ بما يكونُ عندَ الإنسان منْ قناعة بما قسمهُ اللهُ تعالى للإنسانِ منْ رزقِ الدّنيا، فكمْ منْ غنيٍ فقيرٍ لأنّهُ لا يملكُ القناعةَ، وكمْ منْ فقيرٍ غنيٍ باقتناعه ورضاهُ بما قسمهُ اللهُ لهُ وقناعته بقضاءِ الله وقدرهِ، وفي هذا دعوةٌ منَ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ بوجوبِ قناعةِ الإنسانِ برزقِ اللهِ تعالى، وعليه الرّضا بذلكَ.
ما يرشد إليه الحديث:
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- وجوبُ رضا الإنسان برزقه منَ الله.
- الغنى غنى النفسِ المؤمنة المقتنعة بما وهبَ الله تعالى لها.