حديث في فتنة الأعور الدَّجال

اقرأ في هذا المقال


لقدْ أخبرَنا رسولُ اللهِ في كثيرٍ منَ الشَّواهدِ في الحديثِ النَّبويِّ والسُّنَّةِ عنْ فتنٍ وشرورٍ تحدُثُ في آخر الزَّمانِ، وكانَ لبعضِها التحذيرُ العظيمُ منْها نظراً إلى شدَّةِ تأثيرِها على الخلقِ عندَ ظُهورِها، ومنها فتنةُ المسيحِ الدَّجال، وسنعرضُ في بحثِنا هذا حديثاً نبوياً في التَّحذير منْ فتنة المسيح الدَّجال.

الحديث:

يرْوي الإمامُ البُخاريُّ في الحديثِ الصَّحيحِ في صحيحه: ((حدَّثَنا سُليمانُ بنُ حرْبٍ، حدَّثَنا شُعبَةُ، عنْ قَتادَةَ، عنْ أنَسٍ رضيَ اللهُ عنْهُ قالَ: قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (ما بُعثَ نبيٌّ إلَّا أنْذرَ أُمَّتَهُ الأعورَ الكذّابَ، ألا إنَّهُ أعورُ، وإنَّ ربَّكُمْ ليسَ بأعورَ، وإنَّ بينَ عينيهِ مكتوبٌ كافرٌ). رقمُ الحديثِ: 7133)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ المذكورُ يرْويهِ الإمامُ مُحمَّدُ بنُ إسماعيلَ البُخاريُّ في الصَّحيحِ في كِتابِ الفتنِ، باب ذكر الدَّجال، ويرويهِ منْ طريقِ سليمانَ بنِ حربٍ الأزْديِّ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ، ويرويهِسليمانُ عنْ شعبَةَ، وسعبةٌ هو شعبَةُ بنُ الحجَّاجِ العتْكيِّ منْ كبارِ مُحدِّثي أتْباع التَّابعينَ، ويرْويهِ شعبَةُ عنْ قتادَةَ بنِ دِعامَةَ السَّدوسيِّ منْ محدِّثي التَّابعينَ، ليَصِلَ الحديثُ إلى طبقَةِ الصَّحابَةِ رضوانُ اللهِ عليهمْ، ليرْوى منْ طريقِ أنسِ بنِ مالكَ منَ المكثرينَ للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى فتنة الأعورِ الكذّابِ، ورويَ كثيرٌ منَ الرِّوايتِ بأسماءٍ له ومنْها: الأعور الدَّجال، المسيح الدَّجال، المسيخُ الدَّجالُ، وكلُّها تشيرُ إلى سببِ تميتِهِ لمسح أو مسخٍ فس عينيهِ أو إحداهما، كما وردَ في الحديثِ (إنَّهُ ممسوخُ العينِ)، وجاءَ الحديثُ ليبيِّنَ تحذير الأنبياءِ والرُّسلِ الّذينَ كانوا قبلَهُ من فتنتهِ لعظَمِها وشدَّتِها، وذهبَ بعضُ أهلِ العلْمِ إلى إخفاءِ وقتِ نزولِ الدَّجالِ على الأنْبياءِ السَّابقينَ لذلكَ كانَ تحذيرُهم منْهُ لأنَّهمْ لمْ يعلَموا ما أعْلِمَ بهِ نبيُّنا عنْ وقتِ ظُهورِهِ.

وقدْ أورَدَ الحديثُ بعضاُ منْ صفاتِهِ منها: أنَّهُ أعورُ العينِ، أمَّ أي عينيهِ فيها العورُ فذهبُ أهلُ العلمِ والمُحدِّثينَ إلى أنَّها عينُهُ اليمنى لما ثبتَ في الحديثِ الصَّحيحِ الّذي يرويهِ مُسْلِمُ، منْ طريقِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ اللهَ تعالى ليسَ بأعورَ، ألا وإنَّ المسيحَ الدَّجالَ أعورُ العينِ اليمنى، كأنَّ عينَهُ عنبَةٌ طافيةٌ).

أمَّ نفيُّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لصفةِ العورِ للهِ، فذلِكمَ لأنَّ الدَّجالَ يدَّعي الرُّبوبيَّةَ عندَ ظُهورِهِ، وفي هذا تحذيرٌ لأمَّتِهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ منْهُ بما يدَّعيهِ. وأشارَ الحديثُ في آخِرِهِ إلى صفةٍ منْ صفاتِ الدَّجالِ، وهو ما كُتبَ بينَ عينيهِ بلفظَةِ كافرٍ، وذهبَ أهلُ العلمِ إلى أنَّهُ لا يراها إلا مؤمنٌ موحِّدُ للهِ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدُّروسِ والعبرِ المُستفادَةِ منَ الحديثِ:

  • عظَمُ فتنةِ المسيحِ الدَّجالِ وكانتْ من مضمونِ رسالَةِ الأنْبياءِ .
  • الدعوة إلى التَّوحيدِ وإستقامَةِ العبْدِ لأنَّا طريقُ النَّجاةِ منَ الفتنِ.
  • توحيدُ اللهِ عزَّ وجلَّ عنِ النَّقصِ ومشابهةِ الحوادِثِ منَ المَخلوقات.

شارك المقالة: