لقدْ كانَ لأصحابِ رسول الله صلّى اللهً عليه وسلّمَ الفضلُ الكبيرُ في قيامِ دولة الإسلامِ، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ فضلهمْ على غيرهم فقال: (خير النّاسِ قرني ثمّ الّذينَ يلونهمْ)، وقدْ كانَ لبعضهمْ أفضليّةُ الجهادِ ونشرِ الإسلامِ، ومنْ هؤلاءِ الصّحابةِ الكرامِ العبّاسُ بنُ عبدِ المطّلبِ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.
الحديث:
يروي الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا الحسنُ بنُ محمّدٍ، حدّثنا محمّدُ بنُ عبدِ اللهِ الأنصاريُّ، حدّثني أبي عبدُ اللهِ بنُ المثنّى، عنْ ثمامةَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أنسٍ، عنْ أنسٍ رضيَ اللهُ عنهُ، أنّ عمرَ بنِ الخطّابِ كانَ إذا قحَطوا استسقى بالعيّاس بنِ عبدِ المطّلبِ فقال: اللّهمَّ أنّا كنّا نتوسلُ إليكَ بنبيّنا صلّى اللهُ عليه وسلّمَ فتُسقينا، وإنّا نتوسّلُ إليكَ بعمِّ نبيِّنا، فاسقنا. قالَ: فَيُسْقَونَ)). رقمُ الحديث:3710.
ترجمة رجال الحديث:
الحديث أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحه في كتابِ فضائلِ أصحابِ النّبيّ، بابُ ذكرِ العبّاسِ بنِ عبدِ المطّلبِ، والحديث موقوفٌ عندَ الصّحابيِّ الجليلِ أنس بنِ مالكٍ الأنصاريُّ عنْ عمرَ بنِ الخطّابِ، أمّا بقيّةُ إسنادِ الحديث:
- الحسنُ بنُ محمّدٍ: وهوَ أبو عليٍّ، الحسنُ بنُ محمّدِ بنِ الصّباح الزّعفرانيُّ (ت:260هـ)، وهو من تبعِ أتباع التّابعينَ في رواية الحديث.
- محمَدُ بنُ عبدِ الله: وهوِ أبو عبدِ اللهِ، محمّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ المثنّى الأنصاريُّ (118ـ214هـ)، وهوَ منْ ثقات الحديثِ منْ أتباع التّابعينَ.
- عبدُ الله بنُ المثنّى: وهوَ أبو المثنّى، عبدُ اللهِ بنُ المثنّى الأنصاريُّ والمتّصلُ نسبهُ بأنسِ بنِ مالكٍ الأنصاريِّ، وهوَ من روات الحديثِ منَ أتباع التّابعينَ.
- ثمامة: وهوَ ثمامةُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أنسٍ الأنصاريُّ (ت:111هـ)، وهوَ منَ الثّقات التّابعينَ في رواية الحديث.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديث إلى فضلِ واحدٍ منَ الصّحابةِ الكرامِ، وهوَ عمُّ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ العبّاسُ بنُ عبدِ المطّلبِ، والحديثُ موقوفٌ عندَ الصّحابيِّ أنسِ بنِ مالكٍ عنْ عمرَ بنِ الخطّابِ، ويشيرُ فعلُ الصّحابيُّ الجليلُ عمرَ بنِ الخطّابِ إلى أنّهمْ كانوا يتشفّعونَ بالعبّاسِ بعدَ وفاةِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ في طلبِ السّقيا، والتّوسلُ ليسَ بمعناهُ الّذي يرمزُ إلى جعله واسطةً بينهمْ وبينَ ربهمْ، بلْ يفيدُ جوازُ الاستشفاعِ بالصّحابيِّ الجليلِ لمنزلتِه وتقواهُ واللهُ تعالى أعلمُ.
ما يرشد إليه الحديث:
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- منزلةُ الصّحابةِ وفضلهم في الصّلاحُ والعدالة.
- فضلُ العبّاسِ بنِ عبدِ المطّلبِ.