إنَّ كسوفَ الشَّمسِ وخسوفَ القمرِ آيتينِ منْ آياتِ اللهِ تعالى، وقدْ علَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ أصحابهُ كيفَ يفعلونَ وما يؤدُّونَ منَ العباداتِ عندَ حصولهما، ومنَ العباداتِ الّتي فضَّلها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مع الكسوفِ العتاقةُ، والعتاقةُ تعني تحرير العبدِ، وسنعرضُ حديثاً في أفضليَّتها في ذلكَ الوقتِ.
الحديث:
يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصَّحيحِ في كِتابِ الكسوف: (( حدَّثَنا ربيعُ بنُ يحيى، قال: حدَّثَنا زائدةٌ، عنْ هشامٍ، عنْ فاطمةَ عنْ أسماءَ قالتْ: (لقدْ أمرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ بالعتاقةِ في كسوفِ الشّمسِ). رقمُ الحديث: 1054)).
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحه في كِتابِ الكسوفِ، بابُ منْ أحبِّ العتاقةِ في كسوف الشَّمسِ، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيَّةِ الجليلةِ أسماءَ رضيَ اللهُ عنها، وهيَ أسماءُ بنتُ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضيَ اللهُ عنها، وهيَ منْ رواياتِ الحديثِ منَ الصَّحابيّاتِ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديث:
- ربيعُ بنُ يحيى: وهوَ أبو الفضلِ، الرّبيع بنُ يحيى بنِ مقْسمٍ المرئيُّ البصريُّ (134ـ224هـ)، وهوَ منَ المحدِّثينَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ.
- زائدةُ: وهوَ أبو الصَّلتِ، زائدةُ بنُ قُدامةَ الثَّقفيُّ الكوفيُّ (ت:160هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ.
- هشامُ: وهوَ أبو المنذرِ، هشامُ بنُ عروةَ بنِ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ الأسديُّ (61ـ144هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ المحدِّثينَ منَ التَّابعينَ.
- فاطمةُ: وهي فاطمةُ بنتٌ المنذرِ بنِ العوَّامِ الأسديَّةِ، وهي زوجةُ هشامِ بنِ عروةَ، وهيَ منَ اللَّواتي نقلنَ الحديثَ منَ التَّابعينَ عنِ الصَّحابةِ.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديثُ إلى بيانِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى فضلِ العتاقةِ في وقتِ كسوفِ الشمسِ، والعتاقةٌ تعني تحريرُ العبدِ وجعلهِ حرَّاً طليقاً، وقدْ جعلَ النَّبيُّ العتاقةَ وهيَ منْ أفضلِ الأعمالِ إلى اللهِ أحبَّ العتقَ إذا كانتْ في وقتٍ ككسوفِ الشَّمسِ، وهوَ وقتٌ يتقرَّبُ فيهِ العبدُ للهِ ويتذلّلُ له، ويقدِّمُ لهُ منَ القرباتِ والإعمالِ ما يخلصُ فيهما، ولأنَ العتقَ منَ الأعمالِ المحبَّبةِ والمفضّلةِ إلى اللهِ جٌعلَ فعلُها في هذا الوقتِ أحبَّ إلى اللهِ، واللهُ تعالى أعلمُ.
ما يرشد إليه الحديث:
منَ الدُّروسِ والعبرِ المستفادةِ منَ الحديث:
- الكسوفُ والخسوفُ يدعو الإنسانَ إلى الاستغفارِ وفعل الخيرِ.
- منْ أحبِّ أوقاتِ العتقِ للعبدِ وقتُ كسوفِ الشَّمسِ وخسوفِ القمرِ.