وما زلنا في صحيح البخاريِّ، نبحثُ في سيرةِ صحابةِ رسولِ اللهِ صلّى الله عليه وسلّمَ، ذلكَ القرنِ الّذي قالَ عنهُ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّمَ: (خيرُ القرونِ قرني)، ذلكَ الجيلُ الّذي كانَ لهُ الفضلُ في صحبةِ نبيِّنا محمّدٍ عليه الصّلاةُ والسّلام، ومنْ حملوا نشرَ دعوةِ الإسلامِ منهُ، ووصلنا إلى مناقبِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطّابِ، فتعالوا نستعرضُ حديثاً فيه مناقبه.
الحديث:
يروي الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا يحيى بنُ سليمانَ، حدّثنا ابنُ وهبٍ، عنْ يونُسَ، عنِ الزّهريِّ، عنْ سالمٍ، عنِ ابنِ عمرَ، عنْ أختهِ حفصةَ، أنّ النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قال لها: “إنَّ عبدَ اللهِ رجلٌ صالحٌ”. رقمُ الحديث: 3741)).
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ فضائلِ أصحابِ النّبيِّ، بابُ مناقبِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطّابِ، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ أمِّ المؤمنينَ حفصةَ بنتِ عمرَ بنِ الخطّابِ رضيَ اللهُ عنهما، وهي أختُ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطّابِ، أمّا بقيّةُ رجالِ سندِ الحديث:
- يحيى بنُ سليمانَ: وهوَ أبو سعيدٍ، يحيى بنُ سليمانَ بنِ يحيى الجُعفيُّ (ت:237هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
- ابنُ وهبٍ: وهوَ أبو محمّدٍ، عبدُ اللهِ بنُ وهبٍ الفهريُّ (125ـ197هـ)، وهوَ منْ رواة الحديثِ الثّقاتِ منْ تبع الأتباع.
- يونس: وهوَ أبو يزيدَ، يونُسُ بنُ يزيدَ بنِ أبي النّجادِ القرشيُّ (ت:159هـ)، وهوَ منْ رواة الحديثِ، ثقةٌ منْ أتباعِ التّابعينَ.
- الزّهريُّ: وهوَ أبو بكرٍ، محمّدُ بنُ مسلمٍ الزّهريُّ (50ـ125هـ)، وهوَ منْ كبارِ ثقاتِ المحدّثينَ منَ التّابعينَ.
- سالمٌ: وهوَ أبو عمرَ، سالمُ بنُ عبدِ الله بنِ عمرَ القرشيُّ (ت:105هـ)، وهوَ منَ التّابعين الثّقات.
- ابنُ عمرَ: وهوَ عبدُ اللهِ بنُ عمرَ بنِ الخطّابِ القرشيُّ، منَ المكثرينَ في رواية الحديثِ منَ الصّحابةِ.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى مناقبِ الصّحابيِّ الجليلِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطّابِ وهوَ منَ الصّحابةِ العلماءِ بالحديثِ النّبويِّ ومنْ أكثرهمْ نقلاً وروايةً له، وتروي هذا الحديثُ في مناقبهِ أختهُ حفصةُ أمُّ المؤمنينَ رضيَ اللهُ عنها، وقدْ بيّنتْ أنّ النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أثنى عليه وقالَ فيهِ: (إنّ عبدَ اللهِ رجلٌ صالحُ)، وفي ثناء النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ له إشارةٌ إلى صلاحه وفضله ودوره الّذي ظهر جليّاً في علم الحديث النّبوي.
ما يرشد إليه الحديث:
منَ الفوائد منَ الحديث:
- فضلُ الصّحابةِ بما حملوهُ منَ العلمِ والإسلام.
- فضلُ عبدِ الله بن عمر وصلاحِ دينه.