لقدْ فرضَ الإسلامُ على أمّة محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ صيامُ شهرِ رمضانَ المباركِ، وجعلَ فيهِ منَ الأجورِ المضاعفةِ في العبادةِ عنْ غيرهِ منَ الشّهورِ، وجعلَ فيه منَ اللّيالي ليلةً هي أفضلُ منْ ألفِ شهرٍ وهيَ ليلةُ القدرِ، فمتى تكونُ ليلةُ القدرِ وكيفَ يكونُ للمسلمِ أنْ يكسبَ أجرها وثوابها، فتعالوا معنا في حديثٍ عنْ فضلِ هذه الليلةِ وكيفَ للمسلمِ أنْ يتحراها؟.
الحديث:
يروي الإمامُ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ فضلِ ليلةِ القدر: ((حدّثنا قتيبةُ بنُ سعيدٍ، حدّثنا إسماعيلُ بنُ جعفرٍ، حدّثنا أبو سُهيلٍ، عنْ أبيهِ، عنْ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال: (تحرّوا ليلةَ القدرِ في الوترِ منَ العشرِ الأواخرِ منْ رمضانَ). رقمُ الحديث:2017.
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاري في الصّحيح في كتابِ فضلِ ليلةِ القدر؛ بابُ تحرِي ليلةِ القدرِ في الوتر، والحديثُ منْ طريقِ أمِّ المؤمنينَ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها، وهي عائشةُ بنتُ أبي بكرٍ الصّديقِ، وهيَ منَ المكثراتِ في روايةِ الحديثِ منَ الصّحابياتِ الجليلات، أمَّا بقيّةُ سندِ الحديث:
- قتيبةُ بنُ سعيدٍ: وهوَ أبو رجاءٍ، قتيبةُ بنُ سعيدٍ الثّقفيُّ (148ـ240هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الحديثِ منْ تبعِ أتْباعِ التّابعينَ.
- إسماعيلُ بنُ جعفرٍ: وهوَ أبو إسحاقَ، إسماعيلُ بنُ جعفرٍ الأنصاريُّ الزّرقيُّ (ت:180هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ النّبويِّ منْ أتْباعِ التّابعينَ.
- أبو سهيلٍ: وهوَ أبو سهيلٍ، نافعُ بنُ مالكٍ الأصبحيُّ التّيميُّ (ت: بعد140هـ)، وهوَ منْ الرّواةِ المحدِّثينَ منَ التّابعينَ.
- أبوه (أبو سهيلٍ): وهوَ أبو أنسٍ، مالكُ بنُ أبي عامرٍ الأصبحيُّ المدنيُّ (ت:74هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ منَ التّابعينَ.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديثُ إلى ميقاتِ وليلةِ القدرِ في شهرِ رمضانَ المباركِ، وكيفيةِ تحرِّيها منَ المسلمِ، وهو ما روتهُ أمِّ المؤمنينَ عائشةُ رضيَ اللهُ عنها عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّهُ دعا إلى تحرِّيها في وترِ العشرِ الأخرِ منْ رمضانَ، أي بعدَ ليلةِ عشرينَ منْ هذا الشّهرِ في الليالي الفردية، وهيَ ممّا صحَّ عنْ أكثرِ العلماءِ أنَّها غيرُ محدَّدةِ في ليلةٍ مخصوصةٍ محدّدةِ، وسببُ إخفائها هوَ دعوةٌ للمسلمِ إلى الاجتهادِ في العبادةِ في هذهِ اللّيالي، وقدْ وردَ في بعضِ الأقوالِ أنَّها ليلةُ السّابعِ والعشرينَ منْ رمضانَ، كما وردَ أنَّها في السّبعِ الأواخرِ منَ الشّهرِ، واللهُ تعالى أعلمُ.
ما يرشد إليه الحديث:
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- فضلُ ليلةِ القدرِ في رمضانَ ودعوةُ المسلمِ إلى تحرِّيها وذلكَ لفضلها.
- تحرِي ليلةُ القدرِ في العشرِ الأواخرِ منْ رمضانَ.