حديث في كيفية صلاة الاستسقاء والجهر فيها

اقرأ في هذا المقال


إنَّ لصلاةِ الاستسقاءِ هيئاتها الّتي علّمها رسولُ اللهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لأصحابهِ ونقلوها إلى الأمَّةِ، وقدْ حرصَ الصَّحابةُ على نقلِ ما يتِّصلُ بها منْ طريقِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، ليكونَ علماً متِّصلاً لقيامِ السَّاعةِ، وقدْ علّمنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّّمَ صلاةَ الاستسقاءِ والجهرَ بالقراءةِ فيها وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ رحمهُ اللهُ في صحيحه: (( حدَّثَنا أبو نُعيمٍ، حدَّثنا ابنُ أبي ذئبٍ، عنِ الزُّهريِّ، عنْ عبَّادِ بنِ تميمٍ، عنْ عمِّهِ، قال: خرجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يستسقي، فتوجَّهَ إلى القبلةِ يدْعو وحوَّلَ رِداءهُ، ثمَّ صلَّى ركعتينِ جهرَ فيهما بالقراءةِ)). رقمُ الحديث: 1024.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في كتابِ الاستسقاءِ؛ بابُ الجهرِ بالقراءةِ في الاستسقاءِ، والحديثُ مرويٌّ منْ طريقِ الصَّحابيِّ (عمِّهِ) عبدِ اللهِ بنِ زيدٍ الأنْصاريِّ المازنيِّ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ منَ الصَّحابةِ المحدِّثينَ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديث:

  • أبو نُعيمٍ: وهوَ أبو نُعيمٍ، الفضلُ بنُ دُكينٍ الملائيُّ الكوفيُّ (130ـ218هـ)، وهوَ منَ المحدِّثينَ الثِّقاتِ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعين.
  • ابنُ أبي ذئبٍ: وهوَ محمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ المغيرةِ القرشيُّ العامريُّ (80ـ158هـ)، وهوَ من رواةِ الحديث منْ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • الزُّهريُّ: وهوَ أبو بكرٍ، محمَّدُ بنُ مسلمِ بنِ عبيدِ اللهِ الزُّهريُّ (50ـ125هـ)، والمعروفِ بابنِ شهابٍ الزُّهريُّ، وهوَ منْ ثقاتِ المحدِّثينَ منَ التَّابعينَ.
  • عبَّادُ بنُ تميمٍ: وهوَ عبَّادُ بنُ تميمِ بنِ غزيَّةَ الأنْصاريُّ المازنيُّ، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ منَ التَّابعينَ، ويروي الحديثَ عنْ عمِّهِ عبدُ اللهِ بنِ زيدٍ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى كيفيَّةِ صلاةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لصلاةِ الاستسقاءِ لطلبِ السُّقيا منَ اللهِ تعالى، ويشيرُ الحديثُ إلى أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يخرجُ للاستسقاءِ وغالباً ما كانَ يُصلِّي الاستسقاءَ خارجَ المسجدِ، وكانَ عليهِ الصّلاةُ والسَّلامُ يستقبلُ القبلةَ ويقلبُ رداءهُ تذلّلاً للهِ تعالى، ثمَّ يُصلِّ ركعتينِ منْ غيرِ الفريضةِ، ويقرأ الفاتحةَ وما تيسرَ منَ القرآنِ جهراً، ووردَ أنَّهُ كانَ يكبِّرُ سبعاُ في الأولى وخمساً في الثَّانيةِ قبلَ أنْ يجهرَ بالقراءةِ واللهُ أعلمُ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدُّروسِ والعبرِ المستفادةِ منَ الحديث:

  • صلاةُ الاستسقاءِ سنَّةُ مؤكَّدةُ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ لطلبِ السُّقيا عندَ انحباسِ المطرِ.
  • القراءةُ في صلاة الاستسقاءِ جهريَّةُ لفعلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ذلكَ.

شارك المقالة: