حديث في كيفية محاربة المنكر

اقرأ في هذا المقال


لقدْ دعا الإسلامُ إلى العباداتِ بشتَّى أنواعها، ودعا إلى تركِ المعاصي والمنكراتِ، وإنَّ للخلقِ طريقةٌ لتغيير المنكرِ حسبَ مكانهِ وصفتِهِ ووظيفته، وقدْ بيَّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في الحديثِ كيفَ يغيِّرُ الإنسانَ المنكرَ في الحديثِ الّذي سنستعرضهُ الآنَ.

الحديث:

يروي الإمامُ مسلمٌ في الصَّحيحِ: ((حدَّثًَنا محمَّدُ بنُ المثنَّى، حدَّثًَنا محمّدُ بنُ جعفرٍ، حدَّثًَنا شعبةٌ، عنْ قيسِ بنِ مسلمٍ، عنْ طارقِ بنِ شهابٍ، وهذا حديثُ أبي بكرٍ، قالَ أوَّلُ منْ بدأَ بالخطبةِ يومَ العيدِ مروانُ، فقامَ إليهِ رجلٌ، فقالَ: الصَّلاةُ قبلَ الخطبةِ. فقالَ قدْ تركَ ما هنالكَ. فقالَ أبو سعيدٍ: أمَّا هذا فقد قضى ما عليهِ، سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ( منْ رآى منكم منكراً فليغيرهُ بيدِهِ، فإنْ لمْ يستطعْ فبلسانه، فإنْ لم يستطعْ فبقلبهِ وذلكَ أضعفُ الإيمانِ) رقمُ الحديثِ: 49)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجَّاجِ في الصَّحيحِ في كتابِ الإيمانِ، بابُ النَّهي1ِّ عنِ المنكرِ، والحديثُ منْ طريقِ الرَّاوي الصَّحابيِّ أبي سعيدٍ الخدريِّ رضيَ اللهُ عنهُ منَ الصَّحابةِ، وأمَّا بقيةُ رجال الحديثِ فهم:

  1. محمَّدُ بنُ المثنَّى: وهوَ المحدِّثُ محمَّدُ بنُ المثنَّى بنِ عبيدٍ العنزيُّ، منْ رواةِ الحديثِ منْ تبعِ أتباعِ التَّابعينَ، وكانتْ حياته بين (167ـ252هـ ).
  2. محمَّدُ بنُ جعفرٍ: وهو محمَّدُ بنُ جعفرٍ الهذليُّ ، منْ رواةِ الحديثِ، والمشهورِ بغندرٍ، وهوَ منْ طبقةِ تبعِ أتباعِ التَّابعينَ، ووفاتُهُ في (193هـ).
  3. شعبةٌ: وهو شعبةُ بنُ الحجَّاجِ العتكيِّ، منْ رواةِ الحديثِ المشهورينَ منْ أتْباعِ التَّابعينَ، وكانتْ وفاتُهُ في (160هـ).
  4. قيسُ بنُ مسلمٍ: وهوَ قيسُ بنُ مسلمٍالعَدوانيُّ الكوفيُّ، منْ رواةِ الحديثِ الحديثِ منَ التَّابعينَ، وكانت وفاتُهُ في (120هـ).
  5. طارق بنُ شهابٍ: وهوَ طارقُ بنُ شهابٍ البجليُّ الأحمَسيُّ، منْ رواةِ الحديثِ منَ الصَّحابَةِ رضوانُ اللهِ عليهم.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى كيفيةِ تغييرِ المنكَرِ منَ الأقوالِ والأفعالِ، والمُنكرُ هوَ ما يخالِفٌ الشَّرعِ بتركِ واجِبٍ أو فعلِ حرامٍ، وفي الحديثِ ترتيبُ التغييرِ بثلاثَةَ مراحلَ: أوَّلُها التغييرُ باليَدِ ويكونُ ذلِكَ لوليِّ الأمرِ أوْ منْ كانَ بمقدٌورِهِ تغييرُ المنكَرِ دونَ حدوثِ الفتنِ أوْ إحداثِ منْكرٍ أكبرَ منهُ، وثانياً: التغييرُ باللسانِ وذلكَ بالأسلوبِ الحَسَنِ وتبيينِ الحقِّ بالحسنَى، وثالثاً: تغييرُ المنكَرِ وإنْكارِهِ بالقلبِ وهيَ أضعفٌ درجاتِ الإيمانِ في ذلكَ.

مناسبة الحديث:

لروايةِ أبي سعيدٍ الخدريِّ في روايةِ الحديثِ قصةٌ معْ مروانَ بنِ الحكمِ عندما خطبَ بالنَّاسِ خطبةِ العيدِ قبلَ الصَّلاةِ، فقامَ أبو سعيدٍ بجذبِهِ منْ يدَهِ وأخبرَهُ بالحديثِ هذا، بوصفِ الصَّلاةِ قبلَ الخطبَةِ، يريدُ تغييرَ فعلِ مروانَ، وقيلَ ذلكَ الرَّجل المذكورِ في الحديث.

ما يرشد إليه الحديث:

منْ فوائدِ الحديث:

  • المسلمُ ينكرُ المعروفَ بيدِه، فإنْ لمْ يستطع فباللّسانِ، ثمَّ في القلبِ.
  • منْ صفاتِ المسلمِ إنكارُ المنكرِ.
  • إنكارُ المنكرَ بالقدرَةِ والاستطاعةِ، ويكونُ بالأسلوبِ الحسنِ.

شارك المقالة: