إنَّ للصَّلاةِ في الإسلامِ أهميَّتها الكبيرة، فهي عمودُ الدِّينِ، ولمْ يسقطِ الإسلامُ الصَّلاةَ على الإنسانِ المسلمِ ما دامَ صحيحَ العقلِ، لكنَّ الإسلامَ رخصَ في الصَّلاةِ رخصٌ كالقصرِ بعذرِ السَّفرِ، وبيَّنَ الحديثُ مدةً يقصرُ فيها المسلمُ المسافرُ الصَّلاةَ، وسنعرضُ حديثاً في مدَّةِ القصرِ للمسافرِ.
الحديث:
يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصَّحيحِ: ((حدَّثَنا موسى بنُ إسماعيلَ، قال: حدَّثَنا أبو عَوانةَ، عنْ عاصمٍ وحصينٍ، عنْ عكرمةَ، عنِ ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنْهما، قال: أقامَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تسعةَ عشرَ يقصرُ، فنحنُ إذا سافرنا تسعةَ عشرَ قصرْنا، وإنْ زدْنا أتممنا)). رقمُ الحديث: 1080.
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيح في أبوابِ تقصيرِ الصَّلاةِ؛ بابُ ما جاءَ في التَّقصيرِ وكمْ يقيمُ حتَّى يقصر، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما، وهوَ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ ابنُ عمِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وهوَ منَ المكثرينَ في روايةِ الحديثِ منَ الصَّحابةِ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديث:
- موسى بنُ إسماعيل: وهوَ أبو سلمةَ، موسى بنُ إسماعيلَ المنقريُّ الحافظُ (ت:223هـ)، وهوَ منَ المحدِّثينَ الثِّقاتِ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ.
- أبو عوانَة: وهوَ أبو عوانةَ، الوضَّاحُ بنُ عبدِ اللهِ اليشكريُّ (122ـ175هـ)، وهو منْ ثقاتِ الحديثِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ.
- عاصم: وهوَ أبو عبدِ الرَّحمنِ، عاصمُ بنُ سليمانَ الأحولُ (ت:141هـ)، وهو منّ الثِّقاتِ المحدِّثينَ منَ التَّابعينَ.
- حصينٌ: وهوَ أبو الهذيلِ، حُصينُ بنُ عبدِ الرَّحمنَِ السَّلميُّ (43ـ136هـ)، وهومنْ رواةِ الحديثِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ.
- عكرمةُ: وهوَ أبوعبدِ اللهِ، عكرمةُ القرشيُّ مولى عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ (25ـ104هـ)، وهو منْ ثقاتِ الحديثِ منَ التَّابعينَ.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديثُ إلى رخصةِ القصرِ للمسافرِ وكمْ يقضي المسافرُ مدَّةً يقصرُ فيها الصَّلاةُ، وهي كما روى الصَّحابيُّ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهما منْ فعلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ في سفرهِ تسعةَ عشرَ يوماً بلياليها، فكانَ يقصرُ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ فيها، وقدْ اقتدى الصّحابةُ بهِ بهذهِ المدَّةَ فكانوا يقصرونَ ما داموا فيها، فإذا زادوا أتمُّوا الصَّلاةَ وتوقّفوا عنِ القصرِ، وهذا مذهبُ ابنِ عبَّاسِ رضيَ اللهُ عنهما، واللهُ أعلمُ.
ما يرشد إليه الحديث:
منَ الدُّروسِ والعبرِ المستفادةِ منَ الحديث:
- رخصةِ القصرِ للمسافرِ بفعل النَّبيِّ عليهِ الصّلاةُ والسَّلامُ.
- مدَّةُ القصرِ للمسافر تسعةَ عشرَ يوماً.