لقدْ كانَ للنّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ منَ النّساءِ أمَّهاتِ المؤمنينَ رضيَ الله عنهنَّ منْ كنَّ لهنَّ الفضلُ في نشرِ دعوةِ الإسلامِ ونقلِ مصادرِ ديننا، ولقدْ كانَ في حديثِ النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلام منَ الشّواهدِ الّتي تبيِّنُ فضلهنَّ وصفاتهنَّ، ومنْهنَّ رضيَ اللهُ عنهنَّ؛ أمُّ المؤمنينَ عائشةُ بنتُ أبي بكرٍ الصّدّيقِ ، وسنعرضُ حديثاً في مناقبها وفضلها.
الحديث:
يروي الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ الله في الصّحيحِ: ((حدّثنا آدمُ، حدّثنا شعبةُ، وقالَ: حدّثنا عمرو، أخبرنا شعبةُ، عنْ عمرِو بنِ مرّةَ، عنْ مرَّةَ، عنْ أبي موسى الأشعريُّ رضيَ اللهُ عنهُ، قال: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “كملَ منَ الرّجالِ كثيرٌ، ولمْ يكملْ منَ النّساءِ إلّا مريمُ بنتُ عمرانَ، وآسِيةُ امرأةُ فرعونَ، وفضلُ عائشةَ على النّساءِ كفضلِ الثّريدِ على سائرِ الطّعامِ”. رقمُ الحديث:3769)).
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ المذكورُ وردَ في صحيح البخاريِّ للإمامِ محمّدِ بنِ إسماعيلَ البخاريِّ في كتابِ فضائلِ أصحابِ النّبيِّ، بابُ فضلُ عائشةَ رضيَ الله عنها، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي موسى الأشعريِّ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ اللهِ بنُ قيسٍ الأشعريُّ، منَ الصّحابةِ المكثرينَ في رواية الحديث، أمّا رجال السّندِ الآخرونَ:
- آدمُ: وهوَ أبو الحسنِ، آدمُ بنُ أبي إياسٍ العسقلاني (132ـ220هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الرّواية منْ تبعِ الأتباعِ.
- شعبةُ: وهوَ أبو بسطامٍ، شعبةُ بنُ الحجّاجِ العتكيُّ (82ـ160هـ)، وهوَ منَ المحدّثينَ الثّقات منْ أتباع التّابعينَ.
- عمرو: وهوَ أبو عثمانَ، عمر بنُ مرزوقٍ الباهليُّ (ت:224هـ)، وهوَ منَ الثّقاتِ منْ تبع الأتباع.
- عمرو بنُ مرّةَ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، عمرو بنُ مرّةَ الجمليُّ (ت:118هـ)، وهوَ منْ رواة الحديث الثّقات منَ التّابعين.
- مرّةُ: وهوَ أبو إسماعيلَ، مرَّةُ الطّيبِ، مرَّةُ بنُ شراحيلَ الهمدانيُّ (ت:76هـ)، وهوَ منْ ثقات المحدّثينَ منَ التّابعينَ.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى فضلِ أمِّ المؤمنينَ عائشةَ بنتِ أبي بكرٍ الصّدّيقِ رضي اللهُ عنها، وقدْ بينَ النّبيُّ في بدايةِ الحديثِ عنْ ما كملَ منَ الرّجالِ، ونساءٍ كَمُلْنَ كمالَ البشريّةِ الأنثويَّةِ وهما مريمَ بنتِ عمرانَ عليها السّلامُ وامرأةَِ فرعونَ المؤمنةِ الصّادقةِ، ثمّ عرجَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ منَ الحديثِ عنهنَّ إلى بيانِ فضلِ عائشةَ وتمييزها عنْ سائرِ النّساءِ، وقدْ ضربَ النّبيُّ عليه السّلامُ لفضلها على النّساءِ مثالاُ على أفضليتها بفضلِ الثّريدِ على أصنافِ الطّعامِ، والثّريدُ هوَ ما يخلطُ منَ الطّعامِ باللّحمِ.
ما يرشد إليه الحديث:
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- فضلُ أمّهاتِ المؤمنينَ أزواجِ النّبيِّ عليه السّلام.
- فضلُ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها عنْ باقي النّساء.