حديث في مناقب عبد الله بن مسعود

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ لصحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّمَ منَ الفضلِ الكبيرِ بصحبةِ نبيّنا محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّمَ وملازمتهِ، وقدْ كانوا يتتبّعونَ كلّ شيءٍ منه عليه الصّلاةُ والسّلامُ، حتّى نقلوا إلينا كثيراً ممّا كانَ فيهِ منَ الصّفاتِ والحركاتِ، حتّى المشيةُ يمشيها والسّواكُ يسوكُهُ، وكانوا حريصينَ على الاقتداءِ بهِ في أدقِّ التّفاصيلِ، ولقدْ كانَ منهمْ منْ كانوا أقرب النّاسِ صفةً به، وسنعرضُ حديثاً في أقربِ النّاسِ سمتاً به.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيح: ((حدّثنا سليمانُ بنُ حربٍ، حدّثنا شعبةُ، عنْ أبي إسحاقَ، عنْ عبدِ الرّحمنِ بنِ يزيدَ، قال: سألنا حذيفةَ عنْ رجلٍ قريبَ السّمتِ والهديِ منَ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ حتّى نأخذَ عنهُ، فقال: ما أعرفُ أحداً أقربَ سمتاً، وهدياً، ودلّاً بالنّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ منْ ابنِ أمِّ عبدٍ)). رقمُ الحديث:3762.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحه في كتابِ فضائلِ أصحابِ النّبيِّ، بابُ مناقبِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنهُ، والحديثُ جاءًَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ حذيفةَ موقوفاً، وهوَ أمينُ سرِّ النّبيِّ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ حذيفةَ بنِ اليمانِ، أمّا بقيّةُ رجالِ سندِ الحديث:

  • سليمانُ بنُ حربٍ: وهوَ أبو أيّوبَ، سليمانُ بنُ حربِ بنِ بجيلَ الأزديُّ (140ـ224هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ الثّقات في رواية الحديث.
  • شعبةُ: وهوَ أبو بسطامٍ، شعبةُ بنُ الحجّاج العتكيُّ (82ـ160هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ أتباع التّابعينَ منَ المحدّثينَ.
  • أبو إسحاق: وهوَ عمرو بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبيدٍ السّبيعيُّ (29ـ129هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الرّوايةِ للحديثِ منَ التّابعينَ.
  • عبدُ الرّحمنِ بنُ يزيدَ: وهوَ أبو بكرٍ، عبدُ الرّحمنِ بنُ يزيدَ النّخعيُّ (ت:73هـ)، وهوَ منَ المحدّثينَ الثّقاتِ منَ التّابعينَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديث المذكورُ إلى مناقبَ صحابيٍّ جليلٍ منْ أصحابِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلَّمُ عرفَ بقربِ صفاتهِ واقتدائهِ بالنّبيّ عليه الصّلاةُ والسّلام، وقدْ بينّ الحديثُ وهوَ حديثُ موقوفٌ عندَ الصّحابيِّ الجليلِ حذيفَةَ بنِ اليمانِ عنْ جوابهِ لسؤالِ السّائلِ عنْ رجلٍ قريبِ الصّفاتِ منْ رسولِ اللهِ فأجابَ بأنّهُ لمْ يجدْ تلكَ الصّفاتِ أكثرَ ما كانتْ في الصّحابيِّ الجليلِ ابنِ أمِّ عبدٍ، وابنِ أمِّ عبدٍ هوَ الصّحابيُّ الجليلُ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ وهوَ منْ قرّاءِ الصّحابةِ وأعلمهمْ بالقرآنِ والحديثِ والأحكامِ رضي اللهُ عنهُ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • حرصُ الصّحابةِ على الاقتداءِ بالنّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ وحرصُ منْ جاءَ بعدهمْ بالاقتداءِ بمنْ كانَ قريباً منهُ عليه الصّلاةُ والسّلامُ.
  • عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ منْ أقربِ الصّحابةِ صفةً بالنّبيِّ عليه السّلام.

شارك المقالة: