لقدْ كانَ لدولةِ الكفرِ أعمدتها الّتي أسقطها الإسلامُ ودعوةِ محمّدٍ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، وقدْ كانَ لكفارِ قريشِ منَ قصصِ التّعذيبِ للمسلمينَ ولرسولِ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ والاستهزاءِ بدينِ الإسلامِ، وقدْ كانَ منهمْ منْ دعا عليهم النّبيَّ عليه الصّلاةِ والسّلامَ وأخبرَ بموتهمْ على دينِ الكفرِ، وسنعرضُ حديثاً في منْ دعا عليهم النّبيُّ عليه السّلامُ منَ الكفّارِ.
الحديث:
يروي الإمام البخاريُّ في الصّحيح: ((حدّثنا عمرو بنُ خالدٍ، حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا أبو إسحاقَ، عنْ عمرِو بنِ ميمونٍ، عنْ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي اللهُ عنهُ، قال: استقبلَ النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّمَ الكعبةَ، فدعا على نفرٍ منْ قريشٍ؛ على شيبةَ بنِ ربيعةَ ، وعتبةَ بنِ ربيعةَ، والوليدِ بنِ عتبةَ، وأبي جهلِ بنِ هشامٍ، فأشهدُ باللهِ لقدْ رأيتهمْ صرعى قدْ غيّرتهمُ الشّمسُ، وكانَ يوماً حاراً)). رقمُ الحديثِ:3960.
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ المغازي، بابُ دعاءِ النّبيِّ على كفّارِ قريشٍ، والحديث المذكورُ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ الهذليُّ (ت: 32هـ)، وهوَ منَ المكثرينَ في رواية الحديث عنْ رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّمَ، أمّا بقيّة رجال الحديث:
- عمرو بن خالدٍ: وهوَ أبو الحسنِ، عمرو بنُ خالدِ بنِ فرّوخَ التّيميّ (229هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ الثّقات في رواية الحديث.
- زهيرٌ: وهوَ أبو خيثمةَ، زهيرُ بنُ معاويةَ الجعفيّ (100ـ173هـ)، وهوَ من رواة الحديث النّبويّ منْ أتباع التّابعينَ.
- أبو إسحاقَ: وهوَ عمرو بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبيدٍ الهمدانيُّ (29ـ129هـ)، وهوَ منَ المحدّثينَ الثّقاتِ منَ التّابعينَ.
- عمرو بنُ ميمونٍ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، عمرو بنُ ميمونٍ الأوديُّ (ت: 74هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الرّواية منَ التّابعينَ عنِ الصّحابةِ.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديث المذكورُ إلى عددٍ منْ كفارِ قريشٍ دعا عليهمِ النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّمَ وهمْ: شيبةُ بنُ ربيعةَ وعتبة بن ربيعةَ والوليد بن عتبةَ وأبو جهل بنُ هشامٍ، وكلّهمْ بشهادةِ الرّاوي عبدِ الله بن مسعودٍ قتلوا ورآهمْ تحتَ الشّمسِ قدْ تغيّرتْ ملامحهم وانتفختْ أجسادهمْ في يومٍ شديدِ الحرارةِ، وقد قصدَ بذلكَ في معركة بدرٍ الكبرى حيث قتلوا فيها.
ما يرشد إليه الحديث:
من الفوائد من الحديث:
- دعاء النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم على كفار قريشٍ.
- جواز الدعاء على الكفار وأعداء الإسلام.