حديث في من مات لا يشرك بالله

إنَّ الإسلامَ دينُ التَّوحيدِ والعبودية لله، استسلامٌ وخضوعْ، وقدْ وصف اللهُ عبادهُ المؤمنين بهذه الصفات، ووعدَ كل َّمنْ ماتَ على ذلكَ ولمْ يشرك باللهِ شيئاً بالإعتقادِ واليقين بدخول الجنَّةِ وإنْ عملَ منَ العملِ السيءِ ما عملَ، وقدْ أوردَ الحديثُ كثيراُ منَ الشَّواهدِ على ذلكَ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث:

يروي الإمام البخاري في الصَّحيح في كتاب الجنائز: ((حدّثنا موسى بنُ إسماعيلَ، حدّثنا مهديُّ بنُ ميمونٍ، حدَّثنا واصلٌ الأحدبُ، عنِ المعرورِ بنِ سُويدٍ، عنْ أبي ذرٍ رضيَ اللهُ عنهُ، قال: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (أتَاني آتٍ منْ ربي فأخبرني) أو قالَ: (بشّرني أنَّهُ منْ ماتَ منْ أمَّتي لا يشركُ بالله شيئاً دخلَ الجنَّةَ). قلتُ: وإنْ زنَى وإنْ سرقَ؟ قال: (وإنْ زنَى وإنْ سرقَ). رقمُ الحديثِ1237)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في كتابِ الجنائزِ، بابُ ما جاءَ في الجنائزِ، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليلِ أبي ذرٍ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ جندُبُ بنُ جُنادةَ الغفاريُّ، وهوَ منَ المحدِّثينَ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديث:

• موسى بنُ إسماعيلَ: وهوَ أبو سلمةَ، موسى بنُ إسماعيلَ المنقريُّ الحافظُ (ت:223هـ)، وهوَ منْ تبعِ الأتباعِ في روايةِ الحديث.

• مهديُّ بنُ ميمونٍ: وهوَ أبو يحيى، مهديُّ بنُ ميمونٍ الأزديُّ المعوليُّ (ت:172هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ.

• واصلٌ الأحدبُ: وهوَ واصلُ بنُ حيّانَ الأحدبُ الأسديُّ (ت:120هـ)، وهوَ منْ أتباع التّابعينَ في رواية الحديث.

• المعرورُ بنُ سويدٍ: وهو أبو أميَّةَ، المعرورُ بنُ سويدٍ الأسديُّ الكوفيُّ (ت: بضعٍ وثمانونَ هـ)، وهوَ منَ التَّابعينَ في رواية الحديث.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى شرطِ دخولِ الجنَّةِ ولو كانَ دخولهُ متأخّراً، وهوَ عدمُ الإشراكِ باللهِ عزَّ وجلَّ والموتُ على ذلكَ، يقيناُ وعملاُ، وقدْ أوردَ الحديثُ ذلكَ منْ وحيٍّ نزَل على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وقدْ سئلَ عنْ ما خلطَ منَ الزِّنى والسَّرقةِ لعظمهما في حياةِ المسلمِ، أمَّا عدمُ الشِّركِ فيقومُ على اليقينِ والاعتقادِ، لا قولاً دونَ عملٍ، وقدْ يكونُ دخولُ الجنَّةِ متأخراً وينفي ذلكَ الخلودُ في النّارِ، واللهُ أعلمُ.

ما يرشد إليه الحديث:

من الدّروس والفوائدِ منَ الحديث:

• وجوبُ التَّوحيدِ وعدمِ الإشراكِ باللهِ.

• يدخل الجنّةَ منْ مات من أمَّةِ محمّدٍ لا يشركُ باللهِ شيئاً.