لقدْ كانَ للأمَّةِ الإسلاميَّةِ في رسولِ اللهِ أسوةٌ حسنةٌ، وكانَ الصَّحابةُ رضوانُ اللهِ عليهمِ أكثرُ النَّاسِ قدوةً بهِ عليهِ الصَّلاةُ والسّلام، وتعلَّموا منهُ كثيراً منَ الأحكامِ والعباداتِ والنَّوافلِ، وقدْ نقلوا للأمَّةِ منْ بعدهمْ هذهِ الأحكام، وممَّا نقلوهُ عنهُ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامِ نوافلُ الصَّلاةِ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.
الحديث:
يروي الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصَّحيح بباب التَّهجُّدِ باللّيلِ: ((حدَّثَنا ابنُ بُكيرٍ، حدَّثنا اللّيلُ، عنْ عُقيلٍ، عنِ ابنِ شهابٍ، قال: أخبرني سالمٌ، عنْ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ، رضيَ اللهُ عنهما، قال: صلَّيتُ معْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ركعتينِ قبلَ الظُّهرِ، وركعتينِ بعدَ الظُّهرِ، وركعتينِ بعدَ الجمعةِ، وركعتينِ بعدَ المغربِ، وركعتينِ بعدَ العشاء)). رقمُ الحديث:1165.
ترجمة رجال الحديث:
الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في بابِ التَّهجُّدِ باللّيلِ، بابُ ما جاءَ في التَّطوُّعِ مثنى مثنى، والحديثُ منْ طريقِ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ رضيَ اللهُ عنهما، وهوَ عبدُ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطَّابِ رضيَ اللهُ عنهما، وهوَ منَ المكثرينَ في روايةِ الحديثِ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديث:
- ابنُ بكيرٍ: وهوَ أبو زكريا، يحيى بنُ عبدِ اللهِ بنِ بكيرٍ القرشيُّ المخزوميُّ (155ـ 231هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتباعِ التَّابعينَ في رواية الحديث.
- اللّيثُ: وهوَ أبو الحارثِ، اللّيثُ بنُ سعدٍ الفهميُّ المصريُّ (94ـ175هـ)، وهوَ منَ الثِّقاتِ في روايةِ الحديثِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ.
- عقيل: وهوَ أبو خالدٍ، عُقيلُ بنُ خالدٍ القرشيُّ الأمويُّ (ت:144هـ)، وهوَ منْ رواة الحديثِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ.
- ابن شهاب: وهوَ أبو بكرٍ الزُّهريُّ، محمَّدُ بنًُ مسلمُ القرشيُّ (50ـ125هـ)، وهوَ منْ مشاهيرِ الثِّقاتِ المحدِّثينَ منَ التَّابعينَ.
- سالمٌ: وهوَ أبو عمرَ، سالمُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ بنِ الخطَّابِ القرشيُّ (ت:105هـ)، وهوَ منَ التَّابعينَ في روايةِ الحديث أيضاً.
دلالة الحديث:
يشيرُ الحديثُ إلى سننٍ منْ سننِ الصَّلواتِ الّتي كانَ يواضبُ عليها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، واقتدى بهِ الصَّحابةُ منْ بعدهمْ لينتقلَ خبرها إلى الأمَّةِ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، والنوافلُ المذكورةُ في الحديثِ هي: أربعُ ركعاتٍ للظُّهرِ، مثنى قبلها ومثنى بعدها وركعتين بعدَ المغرب وركعتين بعدَ العشاء، نوافلُ الصَّلاةِ ليسَ حصراً في ما ذكرَ في الحديثِ، فقدْ ذُكرَ عنهُ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام نوافلَ غيرها كسنَّةِ الفجرِ وكانَ مواضباً عليها وسنَّةِ الضُّحى وغيرها.
ما يرشد إليه الحديث:
منَ الفوائدِ منَ الحديث:
- فضلُ النوافلِ وأدائها.
- مواضبةُ النَّبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ على النوافل.