حديث في هلاك كسرى وقيصر

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ لرسولِ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ منَ الشّواهدِ الكثيرةِ الّتي أخبرَ بها أمّته عليه الصّلاة والسّلامُ في فتنِ آخرِ الزّمانِ، وهي منْ دلائلِ صدقهِ عليه الصّلاةُ والسلامُ ودليلٌ قاطعٌ على نبوّتِ وأنّهُ مؤيّدٌ بالوحيِّ الإلاهي، وقدْ وردَ في حديثهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ منَ الشّواهدِ ما يشيرُ إلى هلاكِ مملكتي الفرسِ والرّومِ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث:

يروي الإمام البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا يحيى بنُ بُكَيْرٍ، حدّثنا اللّيثُ، عنْ يونسَ، عنِ ابنِ شهابٍ، قال: وأخبرني ابنُ المسيّبِ، عنْ أبي هريرةَ أنّهُ قال: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “إذا هلكَ كسرى فلا كسرى بعدهُ، وإذا هلكَ قيصرُ فلا قيصرَ بعدهُ، والّذي نفسُ محمّدٍ بيدهِ لَتُنْفِقُنَّ كنوزهما في سبيل الله”. رقمُ الحديث: 3618)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ أوردهُ الإمام محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحه في كتابِ المناقبِ، بابُ علاماتِ النّبوّةِ في الإسلامِ، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدّوسيُّ، منَ أكثرِ صحابةِ رسولِ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ روايةً للحديث، أمّا رجالُ السّندِ الآخرونَ:

  • يحيى بنٌ بكيرٍ: وهوَ أبو زكريا، يحيى بنُ عبدِ اللهِ بنِ بُكيرٍ القرشيُّ المخزوميُّ (155ـ231هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
  • اللّيثُ: وهوَ أبو الحارثِ اللّيثُ بنُ سعدٍ الفهميُّ (94ـ175هـ)، وهوَ منَ الثّقاتِ المحدّثينَ منْ أتباع التّابعينَ.
  • يونسُ: وهوَ أبو يزيدَ، يونسُ بنُ يزيدَ بنِ أبي النّجادِ القرشيُّ (ت:159هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منْ أتباع التّابعينَ.
  • ابنُ شهابٍِ: وهو أبو بكرٍ، محمّدُ بنُ مسلمٍ الزّهريُّ (50ـ125هـ)، وهوَ منْ كبارِ التّابعينَ في رواية الحديثِ.
  • ابنُ المُسيّبِ: وهوَ أبو  محمّدٍ، سعيد بنُ المُسيّبِ بنِ حزْنٍ القرشيُّ (ت:90هـ)، وهوَ منْ كبارِ المحدّثينَ وأوثقهمْ منَ التّابعينَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى علامةٍ منْ علاماتِ السّاعةِ، وإلى أحداثٍ ستحدثُ قبلَ قيامِ السّاعةِ، وقدْ أخبرَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ في هذا الحديثُ بزوالِ دولتينِ عظيمتينِ وهما دولة الرّومِ ودولةُ فارسٍ، وقدْ كانتا منْ أعظمِ الدّولِ والحضاراتِ في عهدِ الإسلامِ، وقدْ حصلَ ذلكَ بعدَ وفاةِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ وفي زمنِ الفتوحاتِ على عهدِ الخلافةِ الرّاشدةِ، وقدْ كانَ هنالكَ وعدٌ منَ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ بأخذِ مالها غنيمةً للمسلمينَ ويكونُ ذلكَ في سبيلِ الله.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائد منَ الحديث:

  • إخبار النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ لعلاماتِ السّاعةِ منْ دلالات نبوّته.
  • حدوثُ كثيرٍ منْ الفتنِ وعلاماتِ السّاعةِ بعدَ وفاتهِ عليه الصّلاة والسّلام.

شارك المقالة: