حقوق الزوج على زوجته

اقرأ في هذا المقال


حقوق الزوج على زوجته:

يُفرض عقد النكاح حقوقاً للرجل نحو زوجته أو واجبات على الزوجة نحو زوجها، ونستطيع إيجاز هذه الواجبات في الأمور الثلاثة الآتية:

الطاعة:

قال الله تعالى:”الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ” النساء: 34؛

بما أن القوامة على الأسرة واجب من الله سبحانه وتعالى يسأل عنه الرجل يوم القيامة ويسأل عنه الرجل في الدنيا أيضاً أمام المجتمع وولي الأمر فإن من مستلزمات القوامة للرجل أن يُطاع من قِبلِ من جَعلهم الله سبحانه وتعالى في كَفالتهِ ورعايته، ولا نتصور أن يكون الرجل قواماً في بيته متكفلاً بشؤون أسرته، زوجته وأولاده ولا يكون مطاعاً من زوجته وأولاده، ولذلك فطاعة المرأة لزوجها حقٌ يفرضه الله سبحانه وتعالى أولاً، وتقتضيه مصالح الأسرة ونظامها ثانياً.
وتفرضه الضرورة والواجب ثالثاً. ونعني بالضرورة الخلقة والجبلة والفطرة وهذا لا يماري فيه إلا مكابر، ونعني بالواجب الالتزام الأدبي والخلقي الذي يفرضه إنفاق الرجل على زوجته وكفالته لها فلا أقل من الطاعة والإذعان لأمره.

والطاعة بالضرورة لا تعني الاستعباد والتسلّط والقهر وتبرير الخطأ لأنه صدر من الرجل. لا وإنما تعني الطاعة في نظام الإسلام الطاعة في المعروف إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، والالتزام حيث يحسن الالتزام ولا نعني مطلقاً السير في الخطأ والاستبداد بالرأي، والإكراه، وميادين الطاعة الواجبة لا تحصرها غير أنها مقيدة كما قلنا بالمعروف والاستطاعة ومن ميادين الطاعة الواجبة الخدمة “وسنفرد لها فصلاً مستقلاً وإن كانت هي بذاتها فرداً من أفراد الطاعة”.


 وكذلك الطاعة في الفراش وقد جاءت أحاديث بخصوص الطاعة في هذا الأمر كقوله صلى الله عليه وسلم:“إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح”. متفق عليه، وهذا زجر شديد من الرسول صلى الله عليه وسلم أن تمتنع المرأة عن فراش زوجها علواً أو نشوزاً ونفوراً. واللعن هذا لا يكون إلا في فعل حرام أو ترك واجب.

الخدمة:

والخدمة المنزلية من ميادين الطاعة وتعتبر حق من حقوق الرجل، وواجب على المرأة.
 والمراد بذلك خدمة المرأة لزوجها فإن الله عز وجل فطر المرأة وخلقها وجعل فهيا خصائص صالحة للقيام بشؤون البيت وتدبيره ورعاية أموره فإذا قامت المرأة بخدمة بيت الزوجية كما ويجب قُرّة عين الزوج ورضي زوجها وأحس أن بيته قد حفظ حقه ورعيت مصالحه فيرتاح وترتاح نفسه ، وقد أشار الله تعالى إلى هذا من مجمل قوله:” وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ“.البقرة:228. أيّ أنّ على النساء أيضاً حقوق كما على الرجال حقوق.
فقد كانت النساء الصحابيات يخدمن أزواجهن كما أخبرت بذلك أسماء بنت أبي بكر عن خدمتها للزبير بن العوام ، ولم يزل عرف المسلمين على أن الزوجة تخدم زوجها الخدمة المعتادة له في إعداد الطعام وتغسيل الثياب والأواني وتنظيف الدور وغير ذلك.
وهذا الفهم إساءة بالغة لمعنى عقد النكاح في الإسلام، وقد كانت الصحابيات بما فيهن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخدمن أزواجهن، ويلقين العنت والتعب في هذه الخدمة ولم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً أن لا يجب على امرأة أن تخدم زوجها بل على العكس من ذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء بطاعة أزواجهن كما أمر الأزواج بالإحسان إلى النساء.

والخدمة أيضاً قضية فطرية جبلية من المرأة نحو زوجها وموافقة الفطرة هي السعادة الحقيقة ولا شك أن أسعد النساء حظاً في الحياة الزوجية أكملهن طاعة وخدمة لأزواجهن وأشقاهن في حياتهن الزوجية من يتخلين عن هذه المهمة الفطرية التي جاء عقد الزواج ليوجبها ويحقها.

القنوت:

القنوت: و يطلق على القنوت في اللغة إطلاقات كثيرة منها حبسُ المرأة نفسها على زوجها فقط حيث لا يكون في قلبها ووقتها شغل بغيره، فعقد الزواج ينقل طاعة المرأة من والديها إلى الزوج رأساً ليكون هو الوليّ المباشر وليكون برها وطاعتها بوالديها من بعد طاعتها لزوجها. وهكذا أيضاً في الآخرين فلا يجوز لامرأة أن تجعل من نفسها نصيباً في خدمة أو تطلع لغير زوجها إلا بإذنه.
فالمرأة أسيرة عند الرجل وعليه وحده الولاءً والطاعة والخدمة لها، وهذا هو الموقف الشرعيّ والموقف الفطري والأخلاقي الكامل، ومن هذا الباب كان الرجل مطالباً في الإسلام برعاية زوجته رعاية كاملة لهذا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:“اتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم”. والعاني هو: الأسير أي أسيرات.


ومن الواجب أن تعلم المرأة المسلمة أن عقد الزواج يفرض عليها هذا الأَسرّ الاختياري وهو أسرٌ محبب ولا شك عند المرأة، والزوجة التي تستطيع مراعاة حقوق وواجبات هذا الأَسر هي المرأة المثاليّة، ولا شكّ أن الرجل والمرأة إذا بذل كل منهما ما أُسند إليه من مهمّات وتفاني كل منهما في إسعاد الآخر وإدخال السرور على نفسه فإنهما سيحققان السلام الحق والسعادة المنزلية الكاملة.


شارك المقالة: