أمر الله تعالى عباده بالعلم والتعلم، لما للعلم من فضائل كبيرة في الحياة، فهو أهم ما يقود الإنسان إلى معرفة ما حوله، والقدرة على العيش والتآلف في الحياة، وتحديد ما له من حقوق في هذه الدنيا، وما عليه من واجبات تجاه خالقه، وتجاه نفسه، وتجاه الآخرين، وكانت العلوم الشرعية من أهم العلوم التي دعا الإسلام إلى تعلمها، فالعلم الشرعي علم شامل لكل مجالات الحياة، وأساسه تعلم مضامين العقيدة الإسلامية، التي تشكل أساس المعرفة بالنسبة للإنسان، وسنتحدث في هذا المقال عن الحكم الشرعي لتعلم ما يتعلق بأمور العقيدة الإسلامية.
أهمية تعلم العقيدة الإسلامية:
العقيدة الإسلامية هي الأصل الأساسي الذي ينبني عليه إيمان المسلم، فعندما يتعلم المسلم ما يتعلق بأمور العقيدة الإسلامية، يتحقق لديه الاعتقاد السليم والصحيح، والإيمان الصادق بوجود الله عز وجل، ثم اليقين بما جاء به الإسلام من أخبار وأحكام، خاصة فيما يتعلق بالأمور الغيبية، التي قد تكون سبب حيرة الكثير من الناس.
كما علم نبي الله محمد _صلى الله عليه وسلم_ الناس أمور العقيدة الإسلامية، ودعاهم إلى تعلمها وتعليمها، وسار على نهجه بعد ذلك الصحابة الكرام _رضي الله عنهم_، وكان ذلك بسبب الأهمية الكبيرة للعقيدة الإسلامية في الدين الإسلامي.
حكم تعلم أمور العقيدة الإسلامية:
بناءً على الموضوعات التي تتضمنها العقيدة الإسلامية، من الموضوعات التي تتعلق بمعرفة الخالق، وبالأنبياء والرسل، وما يتعلق بالغيبيات والقدر، يجد العلماء المسلمين أنّ هذه العلوم كلها من العلوم الأساسية في الدين الإسلامي، وهي سبب ثقة الإنسان بالإسلام ويقينه بوجود الله تعالى، ثم الالتزام بأحكام الإسلام وتعاليمه.
لذلك أفتى علماء الدين أنّ تعلم ما يتعلق بمضامين العقيدة الإسلامية وموضوعاتها، واجب على كل مسلم ومسلمة، إضافة إلى الإيمان الجازم بماء جاء بها، وتصديق ما يتعلق بها من أخبار وحقائق، فمن خلال تعلم أمور العقيدة الإسلامية، يعرف المسلم ما لخالقه عليه من حقوق، ويدرك كيفية تحقيق ما يستحقه الله سبحانه وتعالى من العبادات.
ومعرفة الإنسان بوجود الله تعالى، وإيمانه به، هي أول ما أوجبه الإسلام على المسلم أن يتعلمه من أمور الدين، حيث يُكلف المسلم بشهادة أنّ لا إله إلا الله أو دخوله الإسلام، وتنتهي به الحياة على هذه الشهادة، ويُشترط لوجوب تعلم أمور العقيدة الإسلامية أن يكون الإنسان عاقلاً بالغاً، وقد بلغته الدعوة إلى الإسلام.