ما هو الربا؟
الربا هو زيادة غير شرعية على المال، نتيجة التعامل بمعاملات مالية غير شرعية حرمها الإسلام، ودعا الإسلام للابتعاد عنه، لما في الربا من آثار سلبية كبيرة، سواء على الأفراد أو على المجتمعات، لكن في بعض الأحيان قد يضطر بعض الأفراد المسلمين التعامل مع مؤسسات، أو بنوك غير إسلامية؛ لحفظ أموالهم إذا كان في بلد لا يوجد فيها بنوك إسلامية، فينتج عنه زيادة ربوية على أموالهم، فإن بلغت قيمة هذه الأموال نصاب الزكاة، ومرّ عليها الحول عند الفرد الذي حصل عليها، فهل تجب الزكاة فيها؟
حكم زكاة المال الربوي:
حسب ما هو متعارف عليه بين الناس فإن المال الربوي، يتكون من رأس مال يتم العمل عليه، ثم تحقيق نتائج أو زيادات ربوية، حيث أن رأس المال هو في الأصل ملكاً للشخص صاحب المال، وكون الملكية التامة تحققت في هذه الحال، فإن الزكاة واجبة على المالك، حسب نسبة الزكاة المفروضة في المال، وحسب قيمة المال الذي لديه، وكان هذا الحكم استدلالاً بقوله تعالى في سورة البقرة آية 279: “وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ“.
حكم زكاة الزيادة الربوية:
إنّ حكم التملك في الزيادة الربوية الناتجة، عن التعامل بالمال المملوك شرعاً حرام ولا يجوز أخذها والتصرف بها لأغراض خاصة؛ لأنها مال محرم، وبما أن الزيادة الربوية لا يمكن تملكها، فلا زكاة واجبة فيها.
ويجوز لمن وقعت في يده زيادة أو فائدة ربوية، أن يتصدّق بها كاملة للفقراء والمحتاجين، ولا ينوي بها الزكاة؛ لأنّ الله عز وجل لا يقبل إلا الطيب من المال، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ“ سورة البقرة آية 267.
كما أوجب الله تعالى الزكاة في كل مال متقوم، وبما أن المال المحرم لا يكون من الأموال المتقومة في نظر الشرع وحكمه، فلا تجب به الزكاة، وقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: “إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلا طَيِّبًا” صحيح مسلم.
وعلينا كمسلمين بذل أقصى جهودنا للتخلص من أي معاملة ربوية، تعود علينا بفائدة غير شرعية، لنكون بذلك قد خلصنا المجتمع الإسلامي من الكثير من المشكلات التي تواجهها المجتمعات الأخرى بسبب انتشار التعامل بالربا.