تعرض العديد من الصّحابيات رضي الله عنهن للتعذيب، والأذى النفسيّ والبدنيّ لهن بسبب دخولهن للإسلام، فإن لم تتعرض المرأة للتعذّيب فقد فقدن منهن ابنها، أو أباها أو أخاها، فصبرن على ما أصابهن واحتسبن المُصاب في سبيل الله تعالى، واضطررن بعض الصحابيات إلى التشرّد أو ترك بيوتهنّ وبقائهن دون مأوى.
حياة الصحابية أروى بنت الحارث بن عبد المطلب
للصحابيات مكانة مميزة في الإسلام، لما لهن دور كبير في نشر الدين الإسلامي، حيث شاركن بعض الصحابيات في المعارك مع النبي محمد صلى الله عليه السلام رغبةً وطوعاً منهن، فكان من الصحابيات من تسقي العطشى في المعركة وتداوي جرحى من المسلمين، أو تحضّر الطعام لهم، والدفاع عن بعضهن من كان منهن من يحملن السلاح يدافعن عن نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
أروى هي ابنة الحارث بن عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم بن هاشم عبد المناف بن قصي، وهي ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم، والدتها هي تخزيه بنت قيس بن طريف بن عبد العزى بن عامر بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر، تزوجت من أبو وداعة بن صبرة بن سعيد بن سعد بن سهم.
أولادهم هم: أم جميل ومطلب وأم حكيم أبو سفيان والربعة بني أبي وداعة، وبقيت أروى مع قبيلتها بني حارث بن عبد المطلب حتى توفيت بالمدينة المنورة سنة 50 هـ في حكم معاوية، تميزت أروى بنت الحارث أنها امرأة تقية، صالحة، حكيمة، معطاءة، كانت ثابتة على إيمانها، ولا تخشى قول الحق والدفاع عن دينها، كانت لها قدرات في تأليف الشعر وبلاغة، فكانت أروى من أهل الحكمة والبلاغة في عصرها، وكانت طفلة الفصاحة، وجوهر الطلاقة، والحكمة الثاقبة.
كانت لأروى بنت الحارث العديد من الأخوة، واخوانها هم:
1- عبد الله بن الحارث وكان اسمه عبد شمس بن الحارث قبل الإسلام، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله.
2- أبو سفيان بن الحارث.
3- نوفل بن الحارث.
4-المغيرة بن الحارث.
5- أسلم بن الحارث.
6- ربيعة بن الحارث.
7- عبد المطلب بن الحارث.
8- أمية بن الحارث.
امتازت الصحابيات بالعديد من الصفات التي تعد قدوة حسنة للجيل الحالي والقادم، منها فصاحة اللسان والقوة في قول الحق التي امتازت به الصحابية أروى بنت الحارث، المناظرة التي دارت بينها وبين معاوية بن ابي سفيان أكبر مثال على ذلك، ودرتها على إلقاء الشعر وكتابته.