نصل قي رحلتنا بالحديث النّبويّ الشريف إلى محدّث من محدّثي الصحابة رضوان الله عليهم، من السابقين للإسلام، من الّذين تحمّلوا الأذى والتعذيب لإسلامه رضي الله عنه، كان من المقرّبين لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أشهر اسلامه ولم يخَفْ في الله لومة لائم، إنه خبّاب بن الأرْت، تعالوا معنا نقرأ في سيرته بالحديث النّبويّ الشريف.
نبذة عن خباب
هو الصّحابيّ الجليل أبو عبدالله، خبّاب بن الأرت بن جُندلة، من بني تميم، من السابقين للإسلام، كان من العشرين السابقين، وقيل أنّه سادس الّذين أسلموا، كان عبداً لأمّ أنمار، وفي تحمله لأذى المشركين الكثير من السير والقصص في سبيل إرجاعة عن الإسلام، لكنّ خباب تحمّل ولم يرجع، فكانوا يعذبونه، وتعذّبه أم أنمار بالحديد المحميّ حتى دعا له النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وذاقت أمّ أنمار بعلاجها بالحديد المحميّ بمثل ما عذّبته، من المهاجرين للمدينة، لم يتغيب عن أيٍ من مشاهد الغزوات، هاجر إلى الكوفة وتوفي فيها سنة 37 للهجرة.
روايته للحديث
كان خبّاب بن الأرت من الّذين رووا الحديث عن رسول الله صّى الله عليه وسلّم، ولموته في زمن مبكرٍ قبل زمن التدوين لم يذكر له ذلك الكم الوافر من الحديث، فروي عنه ما يقارب 30 حديثاً، اتفق الشيخان في الرواية عنه بثلاثة أحاديث، وروى له البخاري منفرداً حديثين، وروى مسلم له حديث واحد منفرداً. روى خبّاب بن الأرْت الحديث عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم وروى عن كثير من التابعين رضوان الله عليهم من أمثال: قيس ؤ بن أبي حازم وعلقمة النّخعي وابنه عامر وأبو أمامة الباهلي وغيرهم.
من حديث خباب
من ما ورد من الحدبث عن خباب بن الأرْت ما أورده الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الذّكر والدعاء بباب كراهة تمني الموت من طريق قيس بن أبي حازم أنّه قال:( دخلنا على خباب وقد اكتوى سبع كيّات في بطنه، فقال: لو ما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نهانا أن ندعو بالموت، لدعوت به)) رقم الحديث2681. وفي البخاري سمعت خباباً وقد اكتوى بسبع كيّات في بطنه وقال بعد ما قال في الحديث السابق:( إنّ أصحاب محمّد صلّى الله عليه وسلّم مَضَوْا ولمْ تنقُصْهم الدنيا بشيءٍ وإنّا أصَبْنا من الدنيا ما لا نجد له موضعاً إلا التراب).
