خصائص نبوة إدريس عليه السلام وصفاته في القرآن الكريم

اقرأ في هذا المقال


خصائص نبوة إدريس عليه السلام وصفاته في القرآن الكريم:

تبرز خصائص نبوة إدريس عليه السلام طبقاً للآيةِ الشريفة المذكورة في القرآن الكريم في سورة مريم: “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا” مريم:56. في الأمور التالية:
1. صفة الصدق والإخلاص التي كان يتحلى بها، حتى أنها جاءت بصيغة مبالغة بقوله تعالى: “صدّيقاً” مبالغة في صفة الصادق، ولفظ “كان” تدل على أنها من الخصال التي جبل عليها إدريس عليه السلام منذ نشأته، وتأصَلت في فطرته، ويدل لفظ”كان” على أن إدريس عليه السلام حمل الرسالة قبل نبوته، لما له من صفات عليا تؤهله لحملها، وقد أثمرت هذه الصفات أن منحه الله الرسالة ورزقه النبوة.
2. إنّ قول الله تعالى: “أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا” مريم:58. فجاء ذكر إدريس عليه السلام أنه من ذرية آدم التي ذكرها الله تعالى وأولاها بالاجتِباء والهداية والفضل العظيم، فدل على خصائص نبوة إدريس عليه السلام بإنتمائِه لجده الذي سجدت له الملائكة أجمعين.
3. من خصائص نبوة إدريس عليه السلام أيضاً طاعتهُ لله وخشوعه، وعبادته التي توجه بها بالإذعانِ والامتثال والتسليم لله في كل أموره. قال تعالى في حق ذرية آدم ونوح وإبراهيم وإسرائيل عليهم السلام: “إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا” مريم:58. ولفظ “خرّوا” يدلُ على شدة الخضوع والتذلل والعبودية لله عزّ وجل مع كمال قدرهم.
4. صفة الصبر التي كان يتحلى بها إدريس عليه السلام مع الإيمان، وجهاد في سبيل الله مما هيئته لحملهِ هداية قومه المفسدين والضالين ممن خالفوا شريعة آدم وشيث عليهما السلام. قال تعالى: “فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا” مريم:59. ويظهر المولى عزّ وجل تلك الصفة في إدريس عليه السلام في قوله تعالى: “وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ” الأنبياء:85.
5. ارتفاع مكانته، وعلو قدره، حيث أثنى عليه الله تعالى بقوله: “وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا” فَسواء كان ارتفاع رتبة، أو منزلة، أو مكانة، أو إلى السماوات، فكل تلك المعاني لم يقع في القرآن مثلها في شأن أي نبي على ارتفاع مكانتهم إلا في إدريس عليه السلام، فهي خصوصية لا يعلمها إلا الله.
6. آتاه الله تعالى الكتاب والحكمة، فيما أنزله عليه من صحف سماوية كان عددها ثلاثين صحيفة.
7. دعوته لقومه بطاعة الله وأداء العبادات وهي صلاة و صيّام وزكاةٍ وطهارة وتحريم المسكرات، ونهيه لقومه عن مخالفة شريعة آبائه آدم وشيث عليهما السلام.
8. حكمة وموعظة التي أداها لقومه بالعمل الصالح في الدنيا والزهد فيها والإعداد الكامل للحياةِ الأخرى، فكانت طريقاً ومنهاجاً سارَ عليه من بعده؛ وذلك لأجل العبادة الصحيحة والمعاملة الحسنة بين بني الإنسانية لما فيه الخير والصلاح وعمارة الأرض.


شارك المقالة: