ركعتين تحية المسجد

اقرأ في هذا المقال


أما تحية المسجد فالقول بأنها واجبة وأنّ الإنسان إذا دخل المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين وجوباً،
هذا القول قويّ ولا شك فيه، ومن ذهب إليه فلا يُنكر عليه.
والدليل على ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلّي ركعتين))
“متفق عليه”.
والأصل في النهي التحريم، وهي عبادة ليست من أمور الادب؛ لأن أمور الأدب إذا جاء فيها الأمر فهو للاستحباب
اإلا بدليل، لكن امور العبادة الأصل فيها انها واجبة، فهذا يدل على وجوب تحية المسجد.
_ويؤيّد هذا الدليل: أنّ رجلاً دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطبُ فجلس، فقال له:
“أصليت”؟ قال: لا، قال: “قم فصلّ ركعتين وتجوّز فيهما” رواه مسلم. ويدل ذلك على وجهين للدلالة:
1- الدلالة هنا على الوجوب: أنّ رسول الله قطع الخُطبة وسأل هذا الرجل.
_أنه امره أن يقوم ويصلي، ومعلومٌ أنه إذا قام يصلي سوف يشتغل بصلاته عن استماع الخطبة
واستماع الخطبة واجب ولا يُشتغل بشيء عن واجب إلا وذلك الشيء واجب.
_أن الرسول قال: تجوَّز فيها؛ إشارة إلى أنه إنما يأتي بقدر الضرورة وان فعلهما ضرورةٌ.
وهذا أعظم دليل يدلُ على الوجوب وهو قولٌ قوي.
2- أما الذين قالوا أنه ليس للوجوب، فاستدلوا بأحاديث منها:
_ أن الرسول عليه الصلاة والسلام، يدخل يوم الجمعة ولا يصلي ركعتين، يشتغل بالخطبة ولا يصلّي
ركعتين إلى أنّ مات عليه الصلاة والسلام.
وهناك قصة الثلاثة الذين دخلوا والنبي عليه الصلاة والسلام في أصحابه، فمنهم من جلس خلف الحلقة،
ومنهم من دخل في الحلقة، ومنهم من انصرف، ولم ينقل في الحديث أنهم صلوا تحية المسجد.
ولكن الدليل على هذا الحديث ضعيف، لماذا؟ لأنه أعلم في هذا الحديث أنه لم ينقل أنهم صلّوا، وعدم النقل ليس نقلاً للعدم يعني: أنه لم يأتي بالحديث انهم لم يصلوا؛ لكن الظاهر أنهم لم يُصلوا، فالدليلُ ضعيف.
أما صلاتها في وقت النهي فالصحيح أنها تصلّى في وقت النهي ولو قلنا بأنها سنة؛ لأنها صلاةٌ لها سبب،
وكل صلاة لها سبب فأنها تُفعلُ حتى في وقت النهي.
وعلى هذا فإذا دخلت المسجد بعد صلاتِك صلاةَ العصر، فلا تجلس حتى تصلّي ركعتين، أو بعد صلاتك صلاة الفجر
فلا تجلس حتى تصلي ركعتين، سواء دخلت لقراءة القرآن أو لاستماع علمٍ أو لغير ذلك، فلا يجوز الجلوس حتى تصلّي الركعتين.


شارك المقالة: