سنن أبي داوود

اقرأ في هذا المقال


لقد شهد القرن الثالث الهجريّ ثورة كبيرة في تصنيف علوم الحديث، بدأت بالإمام البخاريّ ومسلم، ثمَّ تبعهم أصحاب السُّنن الأربعة أبي داوود والنسائي والترمذي وابن ماجة، وكلٌ كان له طريقته في التأليف المتشابهة لأسلافة أو المختلفة عنهم ياختلافات صغيرة ، ومن الّذين كان لهم دور في السُّنن والتصنيف الإمام أبوداوود السجستاني، صاحب سنن أبي داوود المعروف بالسُّنن.

السنن وصاحبها

اتفق العلماء على نسبة سنن أبي داوود للإمام أبي داوود، سليمان بن الأشعث بن إسحاق السجستانيّ المولود في سجستان سنة 202 للهجرة النّبوية الشريفة والمتوفى سنة275 للهجرة، وهو أحد أعلام الحديث والسنة النّبويّة في زمانه، شهد له شيوخة وطلبة العلم بالبنان والحفظ بعد رحلات لطلب العلم والحديث، والجلوس إلى كبار أعلام الحديث النّبويّ الشريف من أمثال: يحيى بن معين وعلي بن المديني ويحيى القطان وأحمد بن حنبل صاحب المسند، وتأثر الإمام أبو داوود بشيخه أحمد بن حنبل في رحلته في التصنيف والتأليف، فعندما أكمل الإمام أبو داوود كتابه السُّنن عرضه على الإمام أحمد بن حنبل فقبله وتكلم فيه خيراً، وأورد الأمام الذّهبيّ في سير أعلام النّبلاء أنّ الإمام أبي داوود ألّف السنن في بداية عمره، أي قبل 241 للهجرة، وهو تاريخ وفاة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.

منهج الإمام أبي داوود في السنن

قسّم الإمام أبو داوود السُّنن إلى كتب، وقسّم الكتب إلى أبواب، وكانت في أحاديث الأحكام الفقهية، التي يستخرج منها الحكم الفقهي، وكان الإمام أبي داوود حسب ما ذكر علماء الحديث أوَّل من ألّف في السنن بعد الجوامع والمسانيد، فألف إمامنا سنَنه من أكثر من خمسمئة ألف حديث وصلت له، فاختار منّا ما في السُّنن من أحاديث بلغت 5274 حديث، واشترط الإمام أبي داوود في الحديث في السنن أن يكون صالحاً للاعتبار، وابتعد عن الأحاديث شديدة الضعف وما اجتمعت الأمة على تركه من الأحاديث، وكان يبين علل الأحاديث التي فيها وهن وضعف شديد، وأمّا الصالح للاعتبار فلا يتكلم به، وهي إمّا أن تكون صحيحة وهي ما وجدت في الجوامع عند الشيخين وعند شرطيهما، وإمّا أن تكون بمرتبة الحسن من الأحاديث.

شروح سنن أبي داوود

لقد كان لسنن إمامنا أبي داوود رحمه الله تعالى أهمية عند العلماء وطلبة العلم في الفقه والحديث، فظهرت شروح كثيرة لسننه رحمه الله، منها ما اكتمل ومنها مالم يكتمل، ومن هذه الشروح:

1ـ المنهل العذب المورد ، شرح سنن أبي داوود للسبكيّ.

2 كتاب عون المعبود لابن رسلان.


شارك المقالة: