شرح لبعض أركان الصلاة في الإسلام؟

اقرأ في هذا المقال


شرح أركان الصلاة في الإسلام:

إنّ للصلاة أربعة عشر ركناً وهما: القيام مع القدرة، وتكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة، والركوع والرفع منه والسجود على الأعضاء السبعة، والاعتدال منه، والجلسة بين السجدتين، والطمأنينية في جميع الأركان، والترتيب، والتشهد الأخير، واالجلوس له، والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، والتسليمتان.
إنّ ركن الشيء في اللغة هو جانبه الأقوى، والصلاة في اللغة الدعاء، وفي الشرع، هي تعتبر أقوال وأفعال مخصوصة مفتتحة بالتكبير وتختم بالتسليم، وأركان الصلاة من أجزائها، والفرق بين الشرط والركن، هو أن ركنُ الشيء جزءٌ منه داخل فيه، وأما الشرط فليس من أجزائه، بل هو إما متقدم عليه ومصاحب له كالطهارة، أو مصاحب له مثل استقبال القبلة.
1- القيام مع القدرة: والدليل على ذلك هو قوله تعالى: “حافِظُوا على الصلواتِ والصلاةِ الوُسطى وقوموا لله قانتين” البقرة:238. ويجب في صلاة الفرض أن يُصلي المرءُ قائماً إذا كان قادراً على القيام، ومن صلّى جالساً مع قدرتهِ عليه لم تصحُ صلاتهِ، ويدلُ لذلك حديث عمران بن حُصين رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “صلّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنبٍ” رواه البخاري.
2- تكبيرة الإحرام: والدليل هو تحريمها التكبير وتحليلها التسليم. فتكبيرةُ الإحرامِ هي أولُ تكبيراتِ الصلاة، مثل الإحرام في الحج والعمرة، وسُميت بذلك؛ لأنه يحرم على المصلي إذا دخل في صلاتهِ بهذه التكبيرة، أمورٌ كانت حلالاً له قبل ذلك، مثل الأكل والشرب والكلام وغير ذلك، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: “تحريمها التكبير وتحليلها التسليم” رواه الترمذي.
3- الاستفتاحُ: والاستفتاحُ سنةً، وهي قول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك” ومعنى “سبحانك اللهم” أي أنزهك التنزيه اللائق بجلالك، “وبحمد” أي ثناءً عليك، “وتبارك اسمك” أي البركة تنالُ بذكرك، “وتعالى جدك” أي جلّت عظمتك، “ولا إله غيرك” أي لا معبود في الأرض ولا في السماء بحق سواك يا الله.
وبعد الاستفتاحِ وقبل القراءة يأتي بالاستعاذة، وقد ذكرها الشيخ وشرحها، وقد قال الله تعالى:“فإذا قرأت القُرءان فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم” النحل:98. أي إذا أردت قراءتهُ، قال ابن كثير في تفسير الآية الكريمة، وهذا أمر ندبٍ وليس بواجب.
4- قراءة الفاتحة: وهي ركنُ في كل ركعةٍ كما في حديث “لا صلاةَ لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب” ألا وهي أم القرآن. وقراءة الفاتحةِ في كل ركعةٍ من ركعات الصلاة واجبةٌ على الإمام والمأموم المنفرد، وذلك لقوله عليه الصلاة والسلام: “لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب” رواه البخاري. والمأموم يقرؤها خلف إمامه في الصلاة السرية والجهرية ويدلُ لقراءتها خلفهُ في الجهرية حديثُ رجلٍ من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لعلكم تقرؤون خلف الإمام والإمامُ يقرأ، قالوا: إنا لنفعلُ ذلك، قال: فلا تفعلوا إلا أن يقرأ أحدكم بأم الكتاب” أو “فاتحة الكتاب” رواه أحمد في مسنده.
5- الركوع والرفع منه: والسجود على الأعضاء السبعة، والاعتدال منه، والجلسة بين السجدتين، والدليل قوله تعالى: “يَا أيُّها الذين ءامنوا اركعوا واسجدوا” الحج:77. والحديث عنه عليه الصلاة والسلام: “أمرتُ أن أسجد على سبعةُ أعظمٍ” والطمأنينةُ في جميع الأفعال، والترتيب بين الأركان، والدليل على ذلك هو حديث المسيء صلاتهُ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما نحنُ جلوسٌ عند النبي عليه الصلاة والسلام إذ دخل رجلٌ فصلى فسلم على النبي عليه الصلاة والسلام فقال: “ارجع فصل فإنك لم تُصلِ” فعلها ثلاثاً ثم قال: والذي بعثك بالحق نبياً، لا أحسنُ غير هذا، فعلمني، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: إذا قُمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها”.
عن ابن عباس رضي عنهما قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: “أمرتُ أن أسجد على سبعةِ أعظمٍ: على الجبهةِ، وأشار بيده على أنفهِ واليدين والركبتين وأطراف القدمين، ولا نُكفت الثياب والشعر” رواه مسلم.
6- التشهد الأخير: وهو ركنٌ مفروض، كما في الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد، السلام على الله من عباده السلام على جبريل وميكائيل، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: “لا تقولوا: السلام على الله من عباده، فإن الله هو السلام، ولكن قولوا: التحياتُ لله والصلوات والطيباتُ، السلامُ عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهدُ أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. ومعنى “التحيات”: جميع التعظيمات لله ملكاً واستحقاقاً، مثل الانحناء والركوع والسجود والبقاء والدوام وجميع ما يعظم به رب العالمين فهو لله، فمن صرف منه شيئاً لغير الله فهو مشركٌ كافر “والصلوات” معناها هي جميع الدعوات، وقيل الصلوات الخمس، “والطيبات لله” أي الله طيب ولا يُقبل من الأقوال والأعمال إلا طيبها، “السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته” أي أنك تدعو للنبي عليه الصلاة والسلام بالسلامة والرحمة والبركة والذي يُدعى له ما يدع مع الله، “السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين” أي تسلم على نفسك وعلى كل عبدٍ صالح في السماء والأرض، والسلام دعاء، والصالحون يدعى لهم ولا يدعون مع الله، “أشهد أن لا إله إلا الله” أي أنه وحده لا شريك له، تشهدُ شهادة اليقين أن لا يعبد في الأرض ولا في السماء بحق إلا الله، وشهادة أن محمداً رسول الله: بأنهُ عبد لا يعبد ورسول لا يكذب بل يُطاعُ ويتّبع شرفهُ الله بالعبودية، ودليل ذلك قوله تعالى: “تَباركَ الّذي نَزّلَ الفرقان على عبدهِ ليكون للعالمين نذيراً” الفرقان:1.
والتشهد الذي يكون قبل السلام من كلّ صلاةٍ هو ركنٌ من أركان الصلاة، وهذا هو الركن الحادي عشر والركن الثاني عشر، هو الجلوس له، فلو سلّم بعد السجود، ترك ركنين، ولو جلس ونسي أن يتشهد ترك ركناً واحداً، وتركهما معاً أو ترك التشهد وحده مبطل للصلاة، والتشهد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام، بصيغٍ متعددةٍ يحصلُ أداء الواجب بأي واحدٍ منها ولا يجمع بينها في صلاةٍ واحدةٍ.
وهنا ما يسمّى تقرير توحيد الألوهية، وأن الدعاء عبادة، وقد قال تعالى: “وأنّ المساجدَ لله فلا تدعو مع اللهِ أحداً”. الجن:18.
ومن أركان الصلاة هي الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، وأفضل كيفيات الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام هي الصلاة الإبراهيمية التي علّم النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه إياها عند سؤالهم عن كيفية الصلاة عليه الصلاة والسلام، وقد جاءت على صيغٍ متعددة، عن جماعة من الصحابة، وأفضلها الكيفية التي جمع النبي عليه الصلاة والسلام فيها بين الصلاة عليه وآلهِ والصلاة على إبراهيم عليه السلام وآله.


شارك المقالة: