من خلال الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، تعرف المسلمون على وجود الملائكة في الكون، وجعل الله تعالى الإيمان بوجود الملائكة من أهم قوائم الإسلام، وواحد من أركان الإيمان، ويمكن من أيضاً التعرف على الصفات الخَلقية والخُلقية للملائكة.
الصفات الخَلقية للملائكة:
مادة الخلق:
جاء في حديث السيدة عائشة _رضي الله عنها_ فيما روت عن نبي الله _عليه الصلاة والسلام_ أنّه قال: “خُلِقَتِ الملائكةُ من نُّورٍ” رواه مسلم، لذلك يمكن القول بأن الملائكة خلقوا من النور، ولا يمكن الخوض أكثر من ذلك في مادة خلق الملائكة؛ لأن ذلك أمر غيبي، ولم يرد فيه نص شرعي يوضح أي نور خُلقت منه الملائكة.
وقت الخلق:
لا يمكن معرفة وقت خلق الملائكة، فلم يُخبر الله تعالى بذلك، ولم يرد نص في السنة النبوية، من أحاديث الرسول _صلى الله عليه وسلم_، ليذكر وقت خلق الملائكة.
لكن ما تم معرفته عن وقت خلق الملائكة أنّ الله تعالى خلقهم قبل خلق الإنسان، حيث ورد نص في القرآن الكريم، يتحدث عن إعلام الله تعالى للملائكة بأنه سيخلق الإنسان، ويظهر ذلك في قوله تعالى: “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً “ سورة البقرة 30.
وصف شكل الملائكة:
أخبر الله تعالى أن للملائكة أجنحة، ويختلف عددها فيما بينهم، فلبعضهم جناحان، وبعضهم له ثلاثة أو أربعة أجنحة، وبعضهم أكثر من أربعة أجنحة، كما جاء في قوله تعالى: “الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ “ سورة فاطر 1.
وبناء على وصف الله تعالى للملائكة، اعتقد الناس بكثرة جمالهم، ووصفوهم بالجمال، وأصبح الملائكة مثالاً للجمال عند بعض الناس على الأرض، حيث يشبهون الإنسان كثير الجمال بالملك.
وإن الملائكة متفاوتون في في درجة الخلق، ويختلفون في مقدار خلقهم، وفضلهم ومنزلتهم عند الله تعالى. ويموت الملائكة كما يموت البشر استدلالاً بقوله تعالى: “وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ “سورة الزمر 68.
ويمكن تشبيه الملائكة بصورة بعض البشر، لكن لم يكن الملائكة على الصورة الحقيقة، وإنما يمكن تشبيههم بالبشر بعد أن يتشكلوا على شكل البشر، فكان جبريل عليه السلام يشبه بعض البشر، عندما يتشكل على صورة بشر. وعدد الملائكة كبير لا يستطيع البشر إحصائه، ولا يعلم بعددهم إلا الله سبحانه وتعالى.
ولا يوصف الملائكة بالذكورة والأنوثة، كما أنّهم لا يأكلون ولا يشربون، ويعملون في طاعة الله تعالى دون ملل أو تعب. السماء هي مساكن الملائكة، ودلت بعض النصوص القرآنية على أن الملائكة عند الله تعالى، وينزلون على الأرض تنفيذاً لأوامر الله تعالى، وينزل الملائكة إلى الأرض في أوقات معينة، مثل ليلة القدر.
من أسماء الملائكة:
جبريل عليه السلام، ميكائيل، اسرافيل، مالك، رضوان، منكر ونكير، هاروت وماروت، عزرائيل.
الصفات الخُلقية للملائكة:
من الصفات الخُلُقية التي وصف الله تعالى بها الملائكة، أنهم كرام بررة، أي مخلوقات بارة في أفعالها، حسنة في خُلُقها، طاهرة في آثرها، قال تعالى: “بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ” سورة عبس 15-16.
ومن أهم الصفات التي وُصفت بها الملائكة الاستحياء، فقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ عن عثمان _رضي الله عنه_: “أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ “ صحيح مسلم.
قدرات الملائكة:
الملائكة قادرون على التشكل، ويتميزون بأن عندهم سرعة عظيمة، ويتصفون بعلمهم الكثير الذي علمهم إياه خالقهم عز وجل. وهم قادرون على تنظيم أمورهم وشؤونهم وأفعالهم.