صلاة الجمعة

اقرأ في هذا المقال


صلاة الجمعة: وهي صلاة مستقلةٌ بنفسها، تخالفُ الظُهرَ في الجهرِ، والعددِ، والخُطبةِ، والشروط المُعتَبرة لها وتوافقها في الوقتِ.

وأول جمعةٍ جُمّعت بعد جمعةٍ في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، في مسجد عبد القيس بِجواثى من البحرين.

الأصل في وجوب صلاة الجمعة:

فقد ورد أصلُ صلاة الجمعة في الكتاب، والسنَّة، والإجماع.

  • أما في الكتاب: فقال الله تعالى:(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9)”سورة الجمعة . فدلالة هذه الآيه هي الأمرُ بالسَّعي، ومقتضى الأمر والوجوب، ولا يجب السَّعي إلا إلى واجباً ونهى عن البيع، لئلا يشتغلُ به عنها، فلو لم تكن فرضاً لما نهى عن البيع من أجلها، والمرادُ بالسعيّ هُنا الذهابِ إليها لا الإسراعُ، فإن السعيَّ في كتاب الله لم يُرَد به العَدو.
  • وأما في السنة: فحديث ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (( لينتهينّ أقوام عن وَدعهم الجُمعاتِ أو ليختمنّ الله على قلوبهم، ثم ليكونُنَّ من الغافلين)).
  • وأما في الجماع: فأجمع المسلمون على وجوب الجمعة، وقال ابن المنذر رحمه الله (( وأجمعوا على ان الجمعة واجبةٌ على الأحرارِ، البالغينَ، المقيمين، الذين لا عُذر لهم)).

حكم صلاة الجمعة

حكم صلاة الجمعة على من تجب عليه، ومن لا تجب عليه. فصلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم، بالغ، عاقل، حُرٍّ، مستوطن ببناء يشملهُ اسمٌ واحد ولا تفرق يسيراً فإذا كان في البلد الذي تقام فيه الجمعة لزمتهُ ولو كان بينه وبين موضعها فراسخ، ولو لم يسمع النداء؛ لأن البلد كالشيء الواحد مثل: اسم : مكة، والمدينة، والرياض، فما دام البناء يشمله اسم واحد فهو بلد واحد. يعني خلا صة القول أن صلاة الجمعة تلزم من توفرت فيه ثمانية شروط، وهي:

  1. الإسلام : فالكافرُ لا تصحُ منه الصلاة، ولا أي عبادة لقوله تعالى(( وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا (23) . والكافر مخاطب بفروع الشريعة الإسلامية كما هو مخاطب بأصولها، ولكن لو عمل بفروع الشريعة ولم يدخل في الإسلام لا تقبل منه حتى يَدخُل الإسلام.
  2. البلوغ: فحديثُ علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:(( رُفِعَ القَلمُ عن ثلاثة: عن النائِم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل)).
  3. العقل:
  4. والذكورية: فذكر ابن المنذر الإجماع على انه ليس على النساء جمعة.
  5. الحرية: فحديث طارق بن شهاب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:(( الجمعة حقٌ واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة: عبد مملوك، أو امرأة، أو صبي، أو مريض)).
  6. الاسيتطان ببناء معتاد.
  7. سماعُ النداء: لقول الله تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9)
  8. انتفاءُ الأعذار: فإذا كان من توفرت فيه شروط الجمعة غير معذور وجبت عليه، أما إذا كان معذوراً فلا تجب عليه الجمعة، وقد ذكرت هذه الأعذار بأدلتها في آخر صلاة الجماعة، وهذه الشروط تنقسم إلى أربعة أقسام:
  • القسم الأول: شرطٌ للصحة والانعقاد، وهو الإسلام والعقل.
  • القسم الثاني: شروطٌ للوجوب والانعقاد، وهي : الحرية على قول ، والذكورية، والبلوغ، والاستيطان.
  • القسم الثالث: شرطُ لوجوب السعيّ فقط، وهو انتفاء الأعذار.
  • القسم الرابع: شرطُ الانعقاد: وهو الإقامة بمكان الجمعة على قول لإبن قدامه.

عقوبة تارك صلاة الجمعة

إن عُقوبة من يترك صلاةَ الجُمعة عظيمة؛ لحديث عبد الله بن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لقوم يتخلفون عن الجمعة:(( لقد هَممتُ أن آمر رجلاً يصلي بالناس ثم أُحرّق على رجال يتخلفونَ عن الجُمعة بيوتهم)).

فضائل يوم الجمعة

يوم الجمعة له فضائل كثيرة وعظيمة ومن أهمها:

  • هداية هذه الأمة ليوم الجمعة فضلٌ عظيم؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:(( نحن الآخرونَ السابقونَ يوم القيامة بَيدّ أنهم أُتوتوا الكتاب من قبلنا، ثم هذا يومهم الذي فَرضَ الله عليهم اختلفوا فيه، فهدانا الله له، فالناس لنا فيه تبع: اليهود غداً والنصارى بعد غدٍ)).
  • يوم الجُمعة خيرُ يومٍ طلعت عليه الشمسُ؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( خيرُ يومٍ طلعت عليه الشمس يوم الجمعة: فيه خُلِقَ بني آدم، وفيه أُدخِلَ الجنة، وفيه أُخرِجَ منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة)).
  • يوم الجُمعة سيدُ الأيامِ: لحديث أبي لبابة بن عبد المنذر،قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام(( إن يوم الجُمعة سيدُ الأيام، وأعظمها عند الله من يوم الأضحى، ويوم الفطر، فيه خمس خلال: خلق الله فيه آدم، وأُهبط فيه آدم إلى الأرض، وفيه تَوفّى الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل فيها العبدُ شيئاً إلا أعطاه ما لم يسأل حراماً، وفيه تقوم الساعة، ما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض، ولا رياح، ولا جبال، ولا بحر، إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة)).
  • يوم الجُمعة أفضلُ الأيامِ، لحديث أوس بن أوس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن من أفضل أيامكم يومُ الجُمعة؛ فيه خُلق آدم، وفيه قُبِضَ، وفيه النفخةُ، وفيه الصَعقَةُ، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليَّ)).
  • يوم الجُمعة عيدُِ الأسبوعِ، فعن انس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(( إن في الجنة لسوقاً يأتونها كل جمعة، فَتَهِبُ ريحُ الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسناً وجمالاً،فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادو حُسناً وجمالاً، فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم بعدنا حُسنا وجمالاً، فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم حُسناً وجمالاً)).
  • يوم الجُمعة فيه ساعةُ إجابةِ الدعواتِ، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم :(( إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم قائم يصلي يسأل الله خيراً إلا أعطاهُ إياهُ)).

فضائل صلاة الجمعة

  • التبكيُر إليها من أعظمِ الصدقاتِ والقُربات العظيمة، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(( من اغتسل يوم الجمعة غُسلُ الجنابة ثم راح فكأنهما قرب بدنة، ومن راحَ في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضةً، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر)).
  • القائم بآداب صلاة الجمعة يغفر له عشرة أيام، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(( من اغتسل، ثم أتى الجمعة، فصلى ما قدّر له، ثم أنصت حتى يفرغُ من خطبته، ثم يصلي معه، غفر لهُ ما بينهُ وبين َ الجمعة الأخرى، وفضل ثلاثة أيام)).
  • المتأدبُ بآدابِ صلاة الجمعة يكتبُ له بكلِ خطوةٍ عملُ سنة أجرُ صيامها وقيامها، لحديث أوس بن أوس الثقفي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(( من غسّلَ يوم الجمعة واغتسل ثم بكّرَ وابتكر، ومشى ولم يركب،ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ، كان له بكل خطوة عملُ سنة: أجر صيامها وقيامها)).
  • الجُمعةُ إلى الجُمعةِ كفارة لِما بينهما، لحديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(( الصلّواتُ الخمس، والجُمعة إلى الجمعةِ، ورمضانُ إلى رمضان، ُمكفراتُ ما بينهن، إذا اجتنبت الكبائر)).

آداب صلاة الجمعة الواجبة والمستحبة

  • الغُسلُ يوم الجمعة سنّةًً مؤكدة جداً، لحديث عبد الله بن عمر رضي الله، أن رسول الله صلى الله علي وسلم قال:(( إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل)).
  • الطّيب لصلاة الجمعة، لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:(( غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم، وسواك، ويمس من الطيب ما قدر عليه)).
  • السّواك لصلاة الجمعة، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال، أن رسول الله قال:(( لولا أن أشُقَ على الناس لأمرتهم بالسواكِ مع كُل صلاة)).
  • يَلبِسُ لصلاة الجمعة أحسن ما يجدُ من الثياب ، لحديث أبي ذر رضي الله عنه ، يرفعه: ((من اغتسلَ يوم الجمعة فأحسن غُسلهُ، وتطهر فأحسنَ طهوره، ولبس من أحسن ثيابهِ ومسَ ما كتب الله لهُ من طيب أهله، ثم أتى الجمعة، ولم يلغُ، ولم يفرقُ بين اثنين، غفر لهُ ما بينه وبين الجمعة الأُخرى)).
  • يستقبلُ الإمام بوجهه أثناء الخطبة، لحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال :(( كان رسول الله إذا استوى على المنبر استقبلناه بِوُجوهِنا)).
  • يُبكرُ إلى الجمعة.
  • المشيُّ على الاقدام.
  • القراءة في يوم الجمعة بسورتيّ الجمعة والمنافقون.
  • القراءة فجر يوم الجمعة ب (آلم) السجدة في الركعة الاولى، وفي الثانية بسورة الإنسان.
  • يُكثِرُ من الصّلاةِ على رسول الله في يوم الجمعة وليلة الجمعة.
  • الإكثارُ من الدعاءِ يوم الجمعة، لعلهُ يوافقُ ساعةُ استجابةٍ.
  • لا يُفرقُ بين اثنين أثناء دُخولهِ إلى الجامع.
  • لا يتخطى رِقابَ الناسِ.
  • لا يقيم أخاهُ وَيَجلِسُ مكانهُ.
  • إذا دخل المسجد والإمام يخطب، فلا يجلس حتى يصلّي ركعتين تَحية المسجد.
  • بنصتُ للخُطبة.
  • الدنّو من الإمام عند المَوعِظَةِ والخُطبة.
  • قراءة سورة الكهف يوم الجمعة.

شارك المقالة: