صلوات التَّطوُّع: هي مركب إضافي، والأسماء المركَّبة يُبدأ في تعريف مفرداتها، ثمَّ تعريفها بعد الإضافة.
فالصَّلوات: جمعٌ، مفردها صلاة.
وهي في اللُّغة: الدّعاء.
وفي الشَّرع: هي أقوال وأفعال؛ مفتاحها الطَّهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التَّسليم.
والتطوُّع في اللُّغة: تكلّف الطَّاعة، أو التبرّع بما لا يلزم من الخير، أو الزيادة التي ليست لازمة.
ولا يقال: تطوّع، إلا في باب الخير والبّرِ.
وفي الشَّرع: هي الزِّيادة على ما وجب بحقِّ الإسلام، سواء كانت هذه الزِّيادة واجبةٌ أم لا.
وبما أنّ الصَّلوات الواجبة بحقِّ الإسلام هي: الصَّلوات الخمس في اليوم والليلة: صلاة الفجر، وصلاة الظُّهر، وصلاة العصر، وصلاة المغرب، وصلاة العشاء.
وبما أنَّ التطوُّع هو مازاد على الفرض؛ سواء كان واجباً أم لم يكن.
فإن صلوات التطوع، هي: الصَّلوات الزَّائدة على الفروض الخمسة، سواءً كانت هذه الصَّلوات واجبة أم لا.
فكلُّ صلاة مشروعة غي الإسلام زيادة على الفروض الخمسة الواجبة في اليوم والليلة يشملها اسم “صلاة التَّطوع”.
أنواع صلاة التطوع
التطوُّع نوعان:
التطوُّع المطلق، وهو الذي لم يأت فيه الشَّارع بحد.
فمثلاً: صدقة التَّطوع لك أن تتبرّع في سبيل الله بما شئت، ولو نصف تمرة، ولك أن تتطوَّع بالصَّلاة في الليل والنَّهار مثنى مثنى.
ولكن في هذا التَّطوع المطلق ينبغي أن لا يداوم عليهِ مداومة السُّنن الرَّاتبة، وأن لا يؤدِّي إلى بدعة أو مشابهة أهلها.
التطوُّع المقيّد، وهو ماجاء له حدٌ في الشَّرع.
فمثلاً: من أراد أن يأتي بسنَّة الفجر الرَّاتبة، لا يتحقَّق منه الإتيان بها إلَّا بركعتين قبل صلاة الفجر وبعد دخول وقتها بنيَّة راتبة الفجر. أيضاً ومن أراد أن يصلِّي الكسوف؛ لا تتحقَّق صلاته إلا بالصِّفة المشروعة، وكذا أيضاً صلاة العيدين وغيرها من السُّنن التي جاء الشَّرعُ لها بِوصفٍ معين.
فضل صلوات التطوع
ورد في فضل صلوات التَّطوع أحاديث متعدِّدة ومنها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( إنّ أول ما يحاسب النَّاس به يوم القيامة من أعمالهم، الصَّلاة)). قال : (( يقول ربنا عزّوجل لملائكته وهو أعلم: أنظروا في صلاة عبدي؛ أتمَّها أم نَقصَها؟ فإذا كانت تامَّة؛ كتبت لهُ تامة، وإن كان انتقص منها شيئاً؛ قال: انظروا هل لعبدي من تطوُّع؟ فإن كان له تطوُّع؛ قال: أتموا لعبدي فريضتهُ من تطوُّعه، ثمَّ تؤخذ الأعمال على ذالكم)). “أخرجه احمد وأصحاب السُّنن الأربعة”.
عن ربيعة بن كعب بن مالك الأسلمي؛ قال: (( كنتُ أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيتهُ بوضوئهِ وحاجته، فقال لي: سَل فقلت: أسألك مرافقتك في الجنَّة، قال: أوغيرَ ذلك؟ قلتُ هو ذاك، قال: فأعنّي على نفسك بكثرةِ السُّجود)). ” أخرجه مسلم وأصحاب السُّنن”.