عبدالرحمن بن عوف والرواية

اقرأ في هذا المقال



لقد كان لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم أسوة حسنة، وأمّة اقتدت به في السنّة، ولعلّ من أفضل من سار على نهجة من بعده إلى يوم القيامة هم صحابته رضوان الله عليهم وأرضاهم، فاقتدوا به في الصغيرة قبل الكبيرة فكانوا هم العدول الثقات، عمل بعملهم من بعدهم من الفقهاء وعدّوا عملهم مرجعاً لقربهم من النّبي صلّى الله عليه وسلّم، نقلوا لنا القرآن الكريم ونقلوا الحديث النّبويّ الشريف فكانوا من الذين نهلوا من سنة رسول الله وحديثه، وكان منهم المكثرين في رواية الحديث النّبوي الشريف كعمالقة الرواية من أمثال أبي هريرة ، وكان منهم من نقل الحديث لكن بقلّة ربما لقلة مصادره أو لانشغاله بأمور أخرى في نشر الإسلام أو لقصر حياته مع النّبي صلّى الله عليه وسلّم، ونصل في مركبنا إلى موطن علم وذود عن الإسلام ألا وهو عبد الرحمن بن عوف فتعالوا نبحر في سيرته.

نبذة عن عبدالرحمن بن عوف

هو الصّحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف بن الحارث يرجع نسبه إلى لؤي، واختلف الموؤرخون في اسمه قبل أن يسميه النّبي صلّى الله عليه وسلّم بعبد الرحمن، فقيل أنَّه عبد عمرو وقيل عبد الكعبة، من السابقين إلى الإسلام، شهد الهجرتين للحبشة وشارك مع المسلمين بكل المشاهد، وصلّى خلفه النّبي صلّى الله عليه وسلَّم في غزوة تبوك توفي في السنة الثانية بعد الثلاثين من هجرة النّبي صلّى الله عليه وسلّم.

روايته للحديث

لقد كان عبد الرحمن بن عوف من المقلّين في رواية الحديث النّبوي الشريف، مع كثرة صحبته للنّبي صلّى الله عليه وسلّم وسبقه للإسلام، ونجد له ما يقارب 65 حديثاً في مسند بقيّ بن مخلد، اتفق الشيخان في رواية اثنان من الأحاديث ، وروى البخاري له منفرداً 5 أحاديث، وروى له الإمام أحمد بن حنبل ما يزيد عن ثلاثين حديثاً.

ولقد روى عنه من الصحابة والتابعين كثير منهم كابن عبّاس وعبدالله بن عمرو جابر وأبنائه إبراهيم وأبو سلمة ومالك بن أوس وغيرهم كثير.

في فضل بن عوف

لقد كان لعبد الرّحمن بن عوف فضل كبير في الذود عن الإسلام، وكان من الّذين ثبتوا حول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم غزوة أحد، ولعلَّ صلاة النّبي صلّى الله عليه وسلّم خلفة يوم تبوك تدل على فضله ومنزلته رضي الله عنه، كيف لا ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: (ما قبض نبيّ حتى يصلّي خلف رجل صالح من أمَّته).


شارك المقالة: