عصمة الرسل والأنبياء

اقرأ في هذا المقال


حمى الله تعالى الرسل والأنبياء من ارتكاب المعاصي والذّنوب، وعصمهم من ارتكاب المُنكَرات والعمل بما حرمه الله ونهى عنه، وخصهم الله تعالى بصفات الكمال وحسن الأخلاق؛ فهم قدوة الناس في أعمالهم وسلوكاتهم وأخلاقهم، وأيدهم بالنُّصرة والصبر والثّبات في الأحوال، وأنزل عليهم الهداية والسّكينة.

عصمة الرسل في التبليغ

أجمع الناس على أنّ الأنبياء والرسل قد عصمهم الله تعالى في حمل الرسالة وتبليغها، فحفظهم من النسيان، ليكونوا قادرين على حفظ ما أوحاه الله إليهم، وتبليغه للناس دون زيادة أو نقصان.

ثمّ تكفل الله للنبي محمد _صلى الله عليه وسلم_ بأن يُنزل عليه الرسالة ولا يُنسيه شيئاً مما نزل عليهم من وحي، إلا ما أراد الله به ذلك، قال تعالى: “لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ* إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ* فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ” سورة القيامة 16-18.

ولا يكتم الرسل _عليهم السلام_ شيئاً ممّا أُحي به إليهم من الله؛ لأنّ كتمان الرسالات والشرائع خيانة لأمانة الله تعالى في حمل الدعوة والرسالة، ومن المستحيل أن يكون الرسل الذين اختارهم الخالق جلّ وعلا كذلك، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ” سورة المائدة 67.

كما أن العصمة تكون عما يخل بتبليغ الرسالة، مثل كتمانها، أو الكذب في تبليغها، والتقصير في أداء أمانة حملها، والقصد في بيان بعض الشرائع على خلاف ما أنزلت عليه، بالأقوال أو الأفعال.

الغاية من عصمة الرسل

عصم الله تعالى الرسل من الوقوع في الكبائر من الذنوب، كالشرك به أو الكفر؛ حتى يكون الرسول أو النبي قدوة للناس، ويُؤمنون به على يقين بصحة رسالته، واستقامة ما يدعو إليه، والعمل بما يُخبر به من شرائع، فالشرائع لا يمكن العلم بها، إلّا عن طريق تبليغها من الرسل، ولتحقيقها والرضا بها بقناعة، يجب أن يكون الرسل قدوة لأقوامهم في التزامها والعمل بها، دون الوقوع في الانحرافات والأخطاء.

وإن لم يعصم الله سبحانه وتعالى رسله عن الخطأ والنسيان في تبليغ الشرائع، لما أثنى الله عز وجل على العباد، باتباعهم للأنبياء وطاعتهم في العمل بالشرائع والأحكام التي جاؤوا بها، ولو كان غير ذلك لما آمن العباد بدعواتهم، وما عملوا بما جاؤوا به من رسالات، وأوجب الله تعالى على الناس طاعة الرسل؛ لأنهم معصومون عن الخطأ والكبائر من الذنوب.


شارك المقالة: