علاقة العقيدة بالشريعة

اقرأ في هذا المقال


الدين الإسلامي دين متكامل يقوم على أسس ثابتة، ويشتمل على الإيمان الساكن في القلب، والعمل الذي يظهر على الجوارح، أي لا بدّ من عقيدة أصيلة في قلب المؤمن، ثم عمل ينبني على هذه العقيدة، لتستقيم سلوكات المؤمن وأفعاله على أساس صحة هذه العقيدة، ويتمثل هذا العمل بالشريعة في الإسلام، ومن هنا يتبيّن لنا أنّ هناك علاقة وثيقة بين العقيدة والشريعة، نتحدث عنها في هذا المقال.

تعريف العقيدة والشريعة

العقيدة: هي ما يعتقده الإنسان في قلبه من حقائق وأخبار عن الكون والحياة، ويؤمن بها إيماناً صادقاً خالياً من الشكوك والزعامات والظنون، وأساسها في الإسلام، الإيمان بوجود الله تعالى وتوحيده، والاعتقاد السليم بما يتعلق بالغيبيات والقدر والرسل.

أمّا الشريعة: فهي ما جاء به الدين الإسلامي من أفعال وعبادات وأحكام، يجب على المسلم القيام بها في حياته، والالتزام بما أمر به الله سبحانه وتعالى، مع القناعة والاعتقاد بصحة هذه الأفعال وسلامتها. أي على الإنسان أن يقوم بما عليه من أفعال وواجبات في الحياة، بناءً على ما في قلبه من اعتقادات، وما يؤمن به من حقائق.

علاقة العقيدة بالشريعة

العقيدة هي الإيمان الذي يرسخ في قلب الإنسان، وتتغلغل جذوره في عقله ونفسه، كالشجرة الطيبة التي تضرب جذورها في الأرض الطيبة، ثمّ يُزهر هذا الإيمان في أفعال الإنسان وعباداته التي جاءت بها الشريعة الإسلامية، كما تزهر الشجرة وتثمر ثماراً طيبة، وتكون العقيدة في قلب المؤمن دائمة العطاء في الأفعال والالتزام بالأحكام، كما تعطي الشجرة ثمارها الطيبة في كل حين.

وتعتمد الشريعة على ما في قلب الإنسان من عقيدة، فإذا صحّ إيمانه وسلمت عقيدته، صحت أفعاله وعباداته، وإذا فسدت عقيدته فسدت أفعاله، كجذور الشجرة التي تتعفن وتفسد، لتقضي على كامل أجزائها ولم يعد لها وجود، وهكذا يكون الإيمان المزهر بأفعال الإنسان، حيث لا يبقى له أثر إذا فسدت العقيدة أو زالت.

وعن أهمية الشريعة في العقيدة، فالأعمال إذا تم التقاعس عنها، وعدم القيام بها، فإنّ الإيمان الذي يشكل عقيدة الإنسان في قلبه يضعف، ويتناقص حتى يتلاشى وينتهي من الوجود، كالشجرة التي تتقطع أغصانها وسيقانها، حتى لا يبقى لها أهمية في الوجود، وقد تموت وتنتهي.

وكل من الشريعة والعقيدة لها أثرها في الأخرى، فالشريعة تعتمد في التزام أحكامها والتقيد بها، على ما في قلب الإنسان من عقيدة، والعقيدة لا تثمر ولا تزدهر في قلب الإنسان، إلّا بالاستناد إليها في القيام بالأفعال والتقيد بالأحكام التي جاءت بها الشريعة الإسلامية.


شارك المقالة: