كثرة النساء وقلة الرجال:
الرجال غالباً يكون عن أنس رضي الله عنه قال: لأحدّثنكم حديثاً لا يحدّثكم أحدٌ بعدي، سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلم:” من أشراط الساعة أن يقلّ العلم، ويظهر الجهل، ويظهر الزّنا، وتكثُر النساءُ، ويقلّ الرجال، حتى يكون لخمسين امرأة القيّم الواحد”. صحيح البخاري. قيل: إن سبب ذلك كثرة، فيكثر القتل في الرجال؛ لأنهم أهل الحرب دون النساء. وقيل إن سبب ذلك كثرة الفتوح، فتكثر السبايا، فيتخذ الرجل عدة موطوءاتٍ.
قال الحافظ ابن حجر: فيه نظرٌ؛ لأنه صرّح بالقلّة في حديث أبي موسى.. فقال:” من قلّة الرجال وكثرة النساء”. والظاهر أنها علامة محظةٌ لا لسبب آخر، بل يقدّر الله في آخر الزمان أن يقلّ من يولدُ من الذّكور، ويكثُر من يولد من الإناث، وكون كثرة النساء من العلامات مناسبة لظهور الجهل ورفع العلم” فتح الباري.
قلت ولا يُمنع أن يكون ذلك بما ذكره الحافظ ابن حجر، وبغيره من الأسباب التي ينشأ عنها قلّة الرجال وكثرة النساء، مثل وقوع الفتن التي تكون سبباً في القتال، فقد جاء في رواية الإمام مسلم ما يدلّ على أن كثرة النساء وقلّة الرجال يكون بسبب ذهاب الرجال وبقاء النساء، والذي يُذهب الرجال غالباً يكون كثرة القتال، ولفظ مسلم هو قوله عليه الصلاة والسلام: ويذهب الرجال، وتبقى النساء، حتى يكون لخمسين امرأة قيّم واحدٌ”. صحيح مسلم.
وقوع التناكر بين الناس:
عن حذيفة رضي الله عنه، قال: سُئل رسول الله صلّى الله عليه وسلم عن الساعة؟ فقال:” عِلمُها عند ربي، لا يجلّيها لوقتها إلاّ هو، ولكن أخبركم بمشاريطها، وما يكون بين يديها، إنّ بين يديها فتنةً وهرجاً، قالوا: يا رسول الله! الفتنة قد عرفناها، فالهرج ما هو؟ قال:” بلسان الحبشة: القتل، ويُلقي بين الناس التّناكر، فلا يكاد أحدٌ أن يعرف أحد”.
فوقوعِ التناكر عند كثرة الفتن والمحن وكثرة القتالِ بين الناس، وحينما تستولي المادة على الناس، ويعمل كل منهم لحظوظ نفسه، غير مكترث بمصالح الآخرين، ولا بحقوقهم، فتنتشر الأنانية البغيضة، ويحيى الإنسان في نطاق أهوائه وشهواته، فلا تكون هناك قيمٌ أخلاقيّة يعرف بعض الناس بها بغضاً، ولا يكون هناك من الأخوةّ الإيمانية ما يجعلهم يلتقون على الحبّ في الله، والتعاون على البر والتقوى.