علامات الساعة الصغرى وما تحمل معها

اقرأ في هذا المقال


علامات الساعة الصغرى كثرة الكتابة وانتشارها التهاون بالسنن التي رغب فيها الإسلام:

كثرة الكتابة وانتشارها:

لقد جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام، قال: إن بين يدي الساعة ظهور القلم”.
والمقصود بظهور القلم، والله أعلم هو ظهور الكتابة، وانتشارها، ووقع في رواية الطيالسي والنسائي عن عمرو بن تغلب، قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: إن من أشراط الساعة، أن يكثر التجار ويظهر العلم. ومعناه، ظهور وسائل العلم، وهي كتبه. وقد ظهرت في هذا الزمن ظهوراً باهراً، وانتشرت في جميع أرجاء الأرض، بسبب توفر آلات الطابعةِ والتَصوير التي سهّلت انتشارها، ومع هذا؛ فقد ظهر الجهلُ في الناس، وقلّ فيهم العلم النافع، وهو علم الكتاب والسنة، والعمل بهما، ولم تُغنِ عنهم كثرة الكتب شيئاً”.

التهاون بالسنن التي رغّب فيها الإسلام:

إن التهاون بشعائر الله تعالى، كما جاء في الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو يقول: إن من أشراط الساعة أن يمرّ الرجل بالمسجد، لا يصلي فيه ركعتين” وفي رواية: أن من أشراط الساعة أن تُتّخذ المساجد طُرقاً”.
وعن أنس أمرٌ لا يجوز، فإن تعظيم المساجد من تعظيم شعائر الله تعالى، وإن ذلك علامة الإيمان والتقوى، كما قال تعالى:”ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ” الحج:32.
وقال عليه الصلاة والسلام: إذا دخل أحدّكم المسجد؛ فلا يجلس حتى يركع ركعتين”. صحيح مسلم.
ومن أعظم البلايا أن صارت المساجد أماكن للسياحة والفرجة للكفار بعدما كانت محلّاً للذكر والعبادة، وقد حدث هذا في هذا العصر، كما في بعض البلاد الإسلامية، والبلاد التي تحت أيدي الكفار،فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

انتفاخُ الأهلّة:

عند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:” من اقتراب الساعة انتفاخُ الأهلّة”. رواه الطبراني.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:” ومن اقتراب الساعة انتفاخ الأهلّة، وأن يُرى الهلال، لليلةٍ، فيقال: لليلتين”. رواه الطبراني في الصغير.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه يرفعه إلى النبي عليه الصلاة والسلام، قال:” إن من أمارات الساعة أن يُرى الهلال لليلة، فيقال لليلتين. فقد جاء في هاتين الروايتين تفسير انتفاخُ الأهلّة بأن ذلك عبارة عن كبر الهلال حين طلوعه عما هو معتادٌ في أول الشهر، فيرى وهو ابن ليلة، كأنه ابن ليلتين.

كثرة الكذب وعدم التثّبت في نقل الاخبار:

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنه قال:” سيكون في آخر أمتي أناس يحدّثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم” صحيح مسلم. وفي رواية: يكون في آخر الزمان دجّالون كذّابون، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم، لا يضلّونكم ولا يفتنونكم.
وروى مسلمٌ عن عامر بن عبدة، قال: قال عبد الله:” إن الشيطان ليتمثلُ في صورة الرجل، فيأتي القوم، فيحدّثهم بالحديث من الكذب، فيتفرّقون، فيقول الرجل منهم: سمعتُ رجلاً أعرف وجهة ولا أدري ما اسمه يحدّث”. صحيح مسلم. وعند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: إن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان، يوشك أن تخرجُ، فتقرأ على الناس قرآناً”. صحيح مسلم.
قال النووي: معناه: تقرأ شيئاً ليس بقرآن، وتقول إنه قرآن، لتغرّبه عوامّ الناس، فلا يغترّون”. شرح النووي لمسلم.
وما أكثر الأحاديث الغربية في هذا الزمان، فقد أصبح بعض الناس لا يتورع عن كثرة الكذب ونقل الأقوال بدون تثّبت من صحّتها، وفي هذا لإضلالٌ للناس، وفتنةٌ لهم، ولهذا حذّر النبي عليه الصلاة والسلام من تصديقهم، وقد جعل علماء الحديث هذه الأحاديث أصلاً في وجوب التثّبت من نقل الأحاديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وتمحيص الرواة، لمعرفة الثقة من غيره.

كثرة شهادة الزور وكتمان شهادة الحق:

لقد جاء في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قوله عليه الصلاة والسلام:” إن بين يدي الساعة، شهادة الزور سببٌ لإبطال الحق، فكذلك كتمانُ الشهادة سببٌ لإبطال الحق”. فشهادة الزّور هي الكذب متعمداً في الشّهادة، فكما أن شهادة الزُور سببٌ لإبطال الحق، فكذلك كتمانُ الشهادة سببٌ لإبطال الحقِ. فقال الله تعالى:” ۗ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ ۚ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ۗ “البقرة:283.
وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال:” ألا أنبئئكُم بأكبر الكبائر ثلاثاً، الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور، أو قول الزور، وكان متكئاً فجلس، فما زال يكرّرها حتى قلنا: ليته سكت” صحيح البخاري.


شارك المقالة: