علم دراية الحديث

اقرأ في هذا المقال


لقد كان لعلم الحديث الشريف درسات متنوعة، كانت نابعة من خوف الدارسين على الحديث الشّريف، ومن خوفهم من دخول الوضع والدَّس في الحديث النّبويّ الشّريف، وخاصّة بعد وفاة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ومن بعده الصّحابة الكرام، الّذين ما أُحدث شيءٌ في عصرهم، وفي عصر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم،وأصبح من جهود من جاء بعدهم من التابعين وأتباعم من طبقات إسناد الحديث إخراج الحديث الشريف بما يليق بمنزلته في التشريع الإسلاميّ، فتعدَّدت الدراسات حتَّى أصبح للحديث الشّريف علومٌ ومنهجيةٌ لأمَّة الإِسلام وطلبة الحديث الشَّريف، وقواعد أصولية تسهِّل على من يرتاد هذا العلم التعرُّف على ما فيه من العلوم، ومن العلوم التي كانت للحديث علم الدرايَة، فما هو علم الدراية؟ وماهي مباحثه؟ ،وماهو اختلافه عن علم الرِّواية؟.

مفهوم علم دراية الحديث الشريف

إنَّ علم دراية الحديث الشّريف عند المحدّثين ومصطلحهم يطلق على حقيقة الرُّواة ونقلهم للحديث بطرق الرِّواية سماعاً وإخباراً وغيرها، وشروط الرِّواية وقبولها بإجازة من علماء الحديث أو من هو أهل لإعطاء رأية في قبول الحديث، وهو علم يبحث في ما تنطبق علية شروط الرواية المقبولة، وإبداء الرأي فيه جرحاً وتعديلاً، فالدراية إذ تبحث في سند الحديث الشريف أي سلسلة الرُّواة وكيفيَّة نقلهم للحديث الشّريف.

مباحث علم الدراية

إنّ علم دراية الحديث له مواضيع ودراسات كثيرة ساهمت في إخراج علم الحديث كما وصل إلينا وهي:

أولاً:علم الجرح والتعديل وهو العلم الّذي يتحدَّث في صفات الرواة، وميزان قبول من يصلح للنقد بالجرح والتعديل.

ثانياً: أنواع الحديث الشّريف ومنها الحديث المرفوع والمقطوع، والحديث الغريب، والحديث المشهور وما يتبع هذه العلوم من بيان العلل والشواهد وغيرها.

ثالثاً: علم الرِّجال وهو قريب من علم الجرح والتعديل وهو ما يبين صفات الراوي من حيث العدالة والضبط وقد كان عند المحدّثين مراجع في الرواة يرجعون إليها في ما يجعلهم يقبلون رواية الراوي من صفاته أم لا.

رابعاً: أسماء الرواة وهذا من دراسات علم الدراية في توضيح أسماء الرواة وتوثيقها، وبيان الألقاب والكنى ، وقد كان لهذا الموضوع فائدة عظيمة لطلبة العلم، فعرفوا به أسماء الرواة وكناهم، وما أُخْتُلِفَ في أسمائهم وعرفوا بكُناهم، ومن عرف بلقبة عند جمهور المحدّثين، ومن أختصر اسمه لعلَّةٍ عند المحدثين، وغيرها من دراسات في الرُّواة وأسمائهم وألقابهم.

المقصد من علم الدراية وعلم الرواية

لقد كان لعلماء الحديث الشريف والدارسين له مقصداً من وراء تقسيم الحديث إلى قسمين: علم روايةِِ وعلم دراية، وهو الاعتناء بالسَّند والمتن كلاهما، ومتابعة كل منهما على حدة من خلال قواعد منهجية للخروج بالحديث الشريف بالصِّفة التي هو عليها الآن.


شارك المقالة: