عمرة الجعرانة

اقرأ في هذا المقال


عمرة الجعرانة

بعد أن عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من حصار الطائف نزل النبي بالجعرانة حيث كانت بها غنائم هوازن، فمكث النبي بها أكثر من عشر ليالي، قسم سيدنا محمد خلالها الغنائم بين الجنود والمقاتلين، وبعد ذلك أحرم منها بعمرة، ومن ثمّ توجه النبي إلى مكة المكرمة وعندما انتهى النبي من العمرة عاد النبي إلى الجعرانة من ليلته تلك، ومن ثمّ توجه النبي منها متجهاً نحو المدينة المنورة، وعندما اعتمر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأحرم من الجعرانة دخل إلى مكة المكرمة وطاف حول الكعبة ومن ثمّ استلم الحجر ثمّ رجع النبي من ليلته .

وكان النبي قد أقام بالجعرانة مدّة ثلاث عشرة ليلة، وبعد ذلك أمر سيد الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بالرحيل، حتى سار الجيش آمناً مطمئناً حتى دخل إلى المدينة المنورة لثلاث بقين من شهر ذي القعدة من السنة الثامنة للهجرة النبوية الشريفة .

وكانت هذه العمرة بعد غزوة حنين، وهي التي فرق الله سبحانه وتعالى بها جموع الشرك وأدال دولته، وأفقد سراة أهله، لأنّ هوازن لم تبقي وراءها أي رجل تمكّنه الحرب إلّا قامت وساقته، وأيضاً لم تترك لها أي بعير ولا شاة إلّا جاءت به معها، فكانت إرادة الله بإعزاز دينه الإسلام من خلال خذلان أعدائه، وأخذ ما معهم من أموال، حينها انكسرت حدّة وقوة المشركين، حتى أنّه لم يبق فيهم من يمانع أو يدافع، فإن انكسار هوازن كان هو نهاية وخاتمة لحروب العرب، حينها دخلوا الإسلام ولم يبق فيهم إلّا فئات قليلة يسوقهم طيشهم وغيهم إلى إشهار السلاح، ولكن بعد ذلك لم يلبثوأ أن غمدوا السيوف في مكانها عندما ظهرت أمامهم قوة الحقّ.

المصدر: مختصر الجامع/ سميرة الزايدنور اليقين/محمد الخضريالرحيق المختوم/ صفى الرحمن المباركفوري


شارك المقالة: