وصل المسلمون في خيبر إلى فتح حصنين قويين ومنيعين من حصونها وكانا حصن ناعم والصعب بن معاذ، وبعدها استمر جيش المسلمين بالتقدم.
فتح قلعة الزبير
وبعد أن فتح المسلمون حصني ناعم والصعب بن معاذ حينها تحول واتجه اليهود من كل الحصون التي في النطاة إلى أحد القلاع، وهي قلعة الزبير، وهو حصن ذو مناعة كبيرة جداً، ويتميز بأنّ تلك القلعة لا تقدرعليها الخيول والرجال لمدى صعوبتها ومناعتها الكبيرة، عندها فرض رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الحصار عليها، وكانت مدّة ذلك الحصار نحو ثلاثة أيام، فجاء عندها أحد الرجال من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال للنبي: ( يا أبا القاسم ( وهي كنية النبي)، إنّك لو أقمت شهراً ما بالوا)، وقال الرجل للنبي إنّ لهم شراب وعيون تحت الأرض يقومون في الليل ويشربون منها، ثمّ يعودون إلى قلاعهم ليمتنعوا منك، فإن قطعت مشربهم (أعينهم التي تحت الأرض) عليهم أصحروا لك.
فقام النبي فقطع الماء على اليهود، حينها خرج اليهود فقاتلوا بكل ما لديهم من قتال، وكان قتالاً قوياً وشديداً مع المسلمين، حيث قتل فيه نفر من جيش المسلمين، وأصيب ما يقدر بعشرة رجال من اليهود، وكان في ذلك فتح لرسول الله، ففتح النبي قلعة الزبير.
فتح قلعة أُبي
وبعد أن فتح جيش النبي قلعة الزبير الصعبة، ما كان من اليهود إلى أن انتقلوا إلى قلعة آخرى وهي قلعة أُبي، حيث تحصن اليهود فيها، وقد استمر جيش المسلمين في فرض الحصار على كل حصن وقلعة هم فيها، وقام رجلان من فرسان اليهود واحد بعد الآخر بطلب المبارزة مع أي جنود من المسلمين، ولكن قام بقتلهما أبطال من جيش المسلمين.
وكان الرَّجل الشجاع الذي قتل المبارز الثاني هو البطل المشهور الصحابي أبو دجانة سماك بن خرشة، وكان هذا الرجل من الأنصار صاحب العصابة الحمراء، وأسرع الصحابي القوي أبو دجانة بعد قتله إلى اقتحام تلك القلعة الصعبة صاحبة المنعة، وقد اقتحم معه جيش النبي تلك القلعة، ودار قتال مرير شديد دامٍ حين دخلوا ذلك الحصن، وبعد ذلك اضطر اليهود إلى التسلل من قلعة أُبي، واتجهوا إلى حصن آخر وهو حصن النزار.