فتح يأجوج ومأجوج في عهد عيسى عليه السلام

اقرأ في هذا المقال


فتح يأجوج ومأجوج في عهد عيسى عليه السلام:

أولاً: عن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “تُفتَحُ يأجوجُ ومأجوجُ فيَخرجونَ كما قالَ اللَّهُ تعالى” وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ” فيعُمُّونَ الأرضَ وينحازُ منهمُ المسلمونَ حتَّى تصيرَ بقيَّةُ المسلِمينَ في مدائنِهِم وحصونِهِم ويضمُّونَ إليهم مواشيَهُم حتَّى أنَّهم ليَمرُّونَ بالنَّهرِ فيَشربونَهُ حتَّى ما يذَرونَ فيهِ شيئًا فيمرُّ آخرُهُم علَى أثرِهِم فيقولُ قائلُهُم لقد كانَ بِهَذا المَكانِ مرَّةً ماءٌ ويَظهرونَ علَى الأرضِ فيقولُ قائلُهُم هؤلاءِ أهْلُ الأرضِ قد فرَغنا منهُم ولنُنازِلَنَّ أهْلَ السَّماءِ حتَّى إنَّ أحدَهُم ليَهُزُّ حربتَهُ إلى السَّماءِ فترجِعُ مخضَّبةً بالدَّمِ فيقولونَ قد قتَلنا أهْلَ السَّماءِ فبينَما هم كذلِكَ إذ بعَثَ اللَّهُ دوابَّ كنغَفِ الجرادِ فتأخُذُ بأعناقِهِم فيَموتونَ موتَ الجرادِ يركبُ بعضُهُم بعضًا فيُصبِحُ المسلِمونَ لا يسمعونَ لَهُم حِسًّا فيقولونَ مَن رجلٌ يَشري نفسَهُ وينظرُ ما فعلوا فينزلُ منهم رجلٌ قد وطَّنَ نفسَهُ علَى أن يقتُلوهُ فيجدُهُم مَوتى فيُناديهم ألا أبشِروا فقد هلَكَ عدوُّكم فيخرُجُ النَّاسُ ويُخلونَ سبيلَ مَواشيهم فما يَكونُ لَهُم رعيٌ إلَّا لحومُهُم فتَشكَرُ عليها كأحسَنِ ما شَكِرَت من نباتٍ أصابَتهُ قطُّ”. أخرجه ابن ماجه.
ثانياًُ: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “لقيتُ ليلةَ أُسْرِيَ بي إبراهيمَ وموسَى وعيسَى قال : فتذاكروا أمرَ الساعةِ فردُّوا أمرَهم إلى إبراهيمَ فقال : لا عِلْمَ لي بها فردُّوا الأمرَ إلى موسَى فقال : لا عِلْمَ لي بها فردُّوا الأمرَ إلى عيسَى فقال : أمَّا وَجْبَتُهَا فلا يعلمُها أَحَدٌ إلا اللهُ ذلكَ وفيما عهدَ إليَّ ربي عزَّ وجلَّ أنَّ الدجالَ خارجٌ قال : ومعي قضيبانِ فإذا رآني ذابَ كما يذوبُ الرَّصاصُ قال : فيُهلكُه اللهُ حتى إنَّ الحَجَرَ والشَّجَرَ ليقولُ : يا مسلمُ إنَّ تحتي كافرًا فتعالَ فاقتلْه قالَ : فيُهلكُهم اللهُ ثم يرجعُ الناسُ إلى بلادِهم وأوطانِهم قال : فعندَ ذلكَ يخرجُ يأجوجُ ومأجوجُ وهم من كلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ فيَطؤُونَ بلادَهم لا يأتونَ على شيٍء إلا أهلكوهُ ولا يَمرُّونَ على ماءٍ إلا شربوهُ ثم يرجعُ الناسُ إليَّ فيَشكونهم فأدعو اللهَ عليهم فيُهلكُهم اللهُ ويُميتُهم حتى تَجْوَى الأرضُ من نَتْنِ ريحِهم قال : فيُنزلُ اللهُ عزَّ وجلَّ المطرَ فتَجْرُفُ أجسادَهم حتى يَقذفَهم في البحرِ قال أبي : ذهبَ عليَّ هاهُنا شيٌء لم أفهمْهُ كأديمٍ وقال يزيدُ يعني ابنَ هارونَ : ثم تُنسفُ الجبالَ وتُمَدُّ الأرضُ مَدَّ الأديمِ ثم رجعَ إلى حديثِ هُشَيمٍ قال : ففيمَ عَهِدَ إليَّ ربي عزَّ وجلَّ أنَّ ذلكَ إذا كان كذلكَ فإنَّ الساعةَ كالحاملِ المُتِمِّ التي لا يدري أهلُها متى تَفْجَؤُهمْ بولادِهَا ليلًا أو نهارًا”. أخرجه ابن ماجه.
شرح الأحاديث التالية:
إنّ الأحاديث التالية عبرت بصيغة “تفتح يأجوج ومأجوج” وهذه الصيغة لم يرد فيها ذكر للروم، فهل هو من الإيجاز المقتضي تقدير محذوف، أي يُفتح ردم يأجوج ومأجوج، وهذا محتمل. واللغة العربية تتضمن مثل هذه الأساليب، لكن يحتمل أيضاً أنّ هذه الصيغة لا يقصد بها انهيار الردم أبداً، وهي تامةً لا تحتاج إلى تقديرٍ محذوف، ويكون المقصود بها أمر آخر اتفقت الآية والحديث للإشارة إليه وهو أنّ المراد بفتح يأجوج ومأجوج خروجهم الخرجة الأخيرة، وهذا الخروج ليس له علاقةً بردم أو نحوه. أما الردم أو السد فقد كانت نهايته قبل ذلك، ويحتملُ أن نهايته كانت في زمن هجمة التتار على المشرق الإسلامي، وإنهاء الملك العربي الإسلامي إلى يومنا هذا، حيثُ أن الملك قد خرج من يدّ العرب في تلك الهجمة بانتهاء الملك العربي الإسلامي حتى يومنا هذا، حيث إنّ الملك قد خرج من يد العرب في تلك الهجمة بانتهاء الخلافة العباسية، ليتحول بعدها الملك للعجم، وهذا الاحتمال وارد جداً، ويكون المقصود من تحذير النبي عليه الصلاة والسلام للعرب من ردم يأجوج ومأجوج يُراد به تلك الهجمة، والتي شبهها الإخباريون العرب والمسلمين بأنها لا توصف من حيث الضخامة والفظاعةِ، ووفقاً لهذا الرأي المحتمل يمكن القول أنّ الحديث هنا مع الآية قد عبروا بصورة دقيقة عن الخرجة النهائية للترك أو ليأجوج ومأجوج من القومية التركية دون أن يكون لهذا الخروج تعلق بردم ذي القرنين، أما الردم فقد فتح قبل ذلك في هجمة التتار على المشرق الإسلامي.
وينتهي المطاف بيأجوج ومأجوج نحو الشام، وهناك يوحي الله تعالى إلى عيسى عليه السلام بأن يحرز من معه نحو جبل الطور ليَتحصنوا فيه من هذه الجيوش التي لا يُدان أحد في قتالها.
وتشير الأحاديث إلى مدى فساد يأجوج ومأجوج، ومدى غطرستهم وسُخفهم، حيث يوجهون سهامهم لقتال أهل السماء، فيقدر الله تعالى أن تنزل بعض رماحهم مخضبة بالدماء استدراجاً لهم وماً لهم في طغيانهم، وهذا النص يوضح مدى الهمجية التي يتصف بها هؤلاء.
ويلحظُ أيضاً أنّ بعد يأجوج ومأجوج ترجع للأرض بركتها بشكل غير معهود، وبهذه المعركة تنتهي مَعارك الحق والباطل على الأرض، حيث يعيش المسلمين في خير عظيم إلى أنّ تأتي الريح الطيبة فتأخذهم أرواحهم مؤذنةً بنهاية الحياة الدنيا.


شارك المقالة: