فضل الصدقة

اقرأ في هذا المقال


هي تَبرُّعٌ من طيب نفس يُقدّمه المتبرّع بشيءٍ غير محرم دون تحديد زمان أو نصاب، بشكلٍ معنويٍّ كالنصيحة والكلمة الحسنة، أو ماديٍّ كالأموال والذهب والفضة، أو حيواناتٍ مأكولةٍ أو مركوبةٍ، أو من مختلف أصناف الطعام والشراب، أو من الجمادات كالأراضي والملابس، أمّا حُكم إخراج الصدقة فهو مُستحبّ، وهي تختلفُ بهذا عن الزكاة؛ لأنّ الزكاة واجبة، قال تعالى:“مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ”صدق الله العظيم ، وفي السنة النبوية قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-:“من تصدَّق بعَدْلِ تمرة من كسْبٍ طيِّب، لا يقبل الله إلا الطيِّبَ، فإن الله يتقبَّلُها بيمينه، ثم يُرَبِّيها لصاحبه، كما يربي أحدكم فَلُوَّه، حتى تكون مثل الجبل”.

من فضل الصدقة:

إنّ حسناتها شاملة للعديد من مناحي الحياة، ويُمكن إخراجُها في أيّ وقت، وليس لها وقت محدّد، إذ يقول الله تعالى: “الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”صدق الله العظيم، أمّا فضل الصدقة فهو كما يأتي:

  • من فضل الصدقة أنّ صاحبها يبلغ بإنفاقها ثواب عمل العامل بمقدار ما قدّم له من صدقة وأعانه على فعل الخير، ويُقاس على هذا قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: “من فطَّر صائمًا كتب له مثل أجره لا ينقص من أجره شيء”،أي أنّ له الأجر المماثلَ تمامًا، وهذا يشمل الصدقة وسائر العبادات دون أن ينقص من أجر العامل شيئًا.
  • من فضل الصدقة أنّها تحافظ على المال وتُبارك فيه وتزيده؛ لأنّ المال لا ينقص من الصدقة، بل إنّها سببٌ في أن تحلّ فيه البركة، ويقول تعالى: “وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ“صدق الله العظيم.
  • جعلها ربنا عز وجل سببًا لتجاوز السيئات والهفوات و غفران الذنوب، والدليل قوله تعالى: “وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا”.
  • إنّ الصدقة من أحبّ الأعمال لله تعالى لأنّها تعلّي من شأن صاحبها و تزيدُ مكانته، وكلّ عملٍ يُحبّه الله ويقوم به المسلم، يرفع من منزلته وشأنه عند الله تعالى.

فضل الصدقة الجارية:

وللصدقةِ الجارية فضلٌ عظيم على كلٍّ من المُتصدق والمتصدق عليه؛ فالمُتصدق ببناء مسجدٍ أو مدرسةٍ أو حفر بئرٍ أو تعليم طلبةٍ وما شابه من الأعمال التي يتكرّر نفعُها للناس يبقى أجره ومثوبته من الله تعالى في مماته كما كانت في حياته أي أنّ أجر الصدقة الجارية لا ينقطع بموت المُتصدق بل يستمر طالما استمر انتفاع الناس به ماديًّا أو معنويًّا، وقد حثّت الشريعة الإسلاميّة على الصدقة الجارية؛ كي يضمن المسلم لنفسه استمرار الأجر الذي ينفعه في قبره ويوم القيامة فتُضاعف له الحسنات والأجر، أمّا فضلها على الناس فهي حصول المنفعة جراء هذه الأعمال الدائمة كبناء المدارس والمساجد واستصلاح الأراضي وتعليم المحتاجين وكفالة الأيتام وغيرها.

فضل الصدقة في دفع البلاء:

ثبُت بالنصوص الصحيحة أنّها تدفع المصائب عن العبد بقدرة الله تعالى وإرادته، وهذا من باب رحمة الله بعباده، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حادثة خسوف الشمس وهي من أنواع البلاء والغضب الإلهي: “إنَّ الشمسَ والقمرَ من آيات اللهِ، وإنهما لا يَنخسفان لموتِ أحدٍ ولا لحياتِه؛ فإذا رأيتُموهما فكبِّروا وادعو اللهَ وصلُّوا وتصدَّقوا” ؛ فأكد هذا الحديث الصحيح على أنّ الصدقة إلى جانب الدعاء والصلاة والتكبير من الأسباب الموجبة لدفع البلاء عن الناس، وقد قال عنها ابن القيم -رحمه الله- عن الصدقة أنّها “أحد الأسباب الموجبة لدفع البلاء” وهو أمرٌ متعارفٌ عليه بين عامة الناس حتى أنها تدفع البلاء عن الكافر والظالم والفاجر، ومن أشكال دفع البلاء عن العبد المُتصدق الوقاية من ميتة السوء، وحفظ المال من الخسارة والدمار، وحفظ النفس من التعرُّض للمهالك المعنوية والمادية، والوقاية من الحسد والعين والسِّحر وكافة الشرور، وسببٌ في دفع الحزن والغم وكافة الهموم.

فضل الصدقة في رمضان:

دمجت ما بين مضاعفة الأجر وشرف الزمان، فهي تجبُر ما يحدث في الصيام من خللٍ أو نقصٍ، وتقي الإنسان من كيد الشيطان وسوسته، وتكون سببًا في تعاظم أجره عند الله تعالى وقبول عمله في هذا الشهر الفضيل، ومن أشكال الصدقة في الشهر الفضيل إطعام الطعام، وتفطير الصائمين، وتوزيع الأموال على الفقراء والمحتاجين، وإغاثة الملهوف.

أفضل مصارف الصدقة:

  • الأتقياء الزاهدون في الدنيا والمتجرّدون منها: وذلك لقولِ الرسول -عليه الصلاة والسلام-: “لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقيّ”؛ لأنّ إعطاء الصدقة للمؤمن التقي يجعل المتصدق شريكًا في طاعته لأنّه يُعينُه عليها.
  • طلبة العلم: لأنّ الصدقةَ تُساعدهم على الحصول على العلم، ومن المعروفِ أنّ العلمَ عبادة ويُقدّم فائدة كبيرة للناس.
  • الذين يخفون حاجتهم وهم”المساكين”: يوجد الكثير من أهل الحاجة ممّن لا يجدونَ رزق يومهم، لكنّهم مستترون ولا يشكون، وتقديم الصدقة لهؤلاء لها أجرٌ عظيم.
  • المرضى ومعيلي الأُسر.
  • الأقارب والأرحام.

شارك المقالة: