قصة استشهاد الصحابي سعد بن ربيع رضي الله عنه

اقرأ في هذا المقال


تنوعت قصص استشهاد الصحابة رضوان الله عليهم، فكل واحد منهم توفي واستشهد بطريقة مختلفة عن الأخرى، وفي هذا المقال سوف نتناول التحدث عن قصة استشهاد الصحابي الجليل سعد بن ربيع رضي الله عنه.

ما هي قصة استشهاد الصحابي سعد بن ربيع رضي الله عنه

بعد غزوة أُحد فقد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الصحابي الجليل سعد بن ربيع رضي الله عنه، فقال للصحابة مَن يأتني بخبر سعد بن ربيع؟ فردَّ عليه رجل من الأنصار “أُبي بن كعب، وفي رواية أخرى زيد بن ثابت رضي الله عنهما” وقال له أنا، فذهب الرجل لكي يبحث عن سعد، فإذا بسعد رضي الله عليه على الأرض مستلقٍ فيه من الجراح الكثيرة والطعنات، حيث قال له الرجل حينها بمعنى كلامه أنَّ سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أمرني أن أذهب لكي أبحث عنك وأن أنظر أفي الأحياء أنتَ أم في الأموات، فأجابه سعد وقال له: بل أنا في الأموات.

وقال سعد بن ربع للرجل الذي جاء لكي يبحث عنه: “أبلغ رسول الله صلَّ الله عليه وسلَّم سلامي وقل له: إنَّ سعد بن ربيع يقول لك: “جزاك الله عنا خير ما جزي نبياً عن أُمته، وأخبره بأنَّني طعنت اثنتي عشرة طعنة وقد نفذت مقاتلي” وقال للرجل: “أبلغ قومك عني السلام وقل لهم: إنَّ سعد بن ربيع يقول لكم: إنَّه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلي نبيكم وفيكم عين تطرف!”، وقال الرجل أنَّه لم يلبث إلى أن استشهد وثم ذهب لكي يُعلم سيدنا محمد بما قال له سعد رضي الله عنه، فقال: “رجمه الله، نصح لله ولرسوله حياً وميتاً)).

ودفن الصحابي الجليل سعد بن ربيع في قبر واحد مع الصحابي خارجة بن زيد رضي الله عنهما، ويُقال بأنَّ أخ الصحابي سعد بن ربيع قد أخذ مال ابنتي سعد، حيث أمَّ امرأة سعد أتت إلى النبي عليه الصلاة والسلام وكان معها ابنتيها وقالت له إنَّهما بنات الصحابي سعد بن ربيع الذي استشهد يوم أُحد وأنَّ عمهما قد أخذ أموالهما، وأنَّها لا يُنكحان إلّا إذا كان لديهنَّ مال، فقال سيدنا محمد حينها: ” يقضي الله في ذلك”.

ثم نزلت آية “وَيَسْتَفْتُونَكَ فِى ٱلنِّسَآءِ ۖ قُلِ ٱللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فِى ٱلْكِتَٰبِ فِى يَتَٰمَى ٱلنِّسَآءِ ٱلَّٰتِى لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلْوِلْدَٰنِ وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَٰمَىٰ بِٱلْقِسْطِ ۚ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍۢ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِهِۦ عَلِيمًا﴿١٢٧﴾،  فبعث سيدنا محمد لأخ سعد وقال له:” أعطِ بنتي سعد الثلثين، وأعطِ أمهما الثمن، وما بقي فهو لك”.

من هو الصحابي سعد بن ربيع رضي الله عنه

سعد بن ربيع، أحد صحابة رسول الله الكريم، توفي في السنة الثالثة للهجرة وهذا بعد غزوة أُحد، وهو صحابي من بني كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، شهد العديد من الأحداث ومن أهمها بيعة العقبة الثانية، كما وكان رضي الله عنه أحد نقباء الأنصار آنذاك، وشهد مع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام البعض من المشاهد كعزوة بدر وغزوة أُحد.

وعندما هاجر سيدنا محمد عليه السلام من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة قد آخى بين سعد بن ربيع والصحابي عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهما، فعزم الصحابي سعد بن ربيع على أن يُعطِ نصف ما يمتلك من الأموال إلى الصحابي عبدالرحمن بن عوف، كما وعزم على أن يُطلق إحدى زوجاته لكي يتزوج بها عبدالرحمن بن عوف، فامتنع عبدالرحمن عن ذلك، ودعا له، وقال عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه دُلَّني على السوق.

وكان سعد يضرب به المثل وهذا بالجود والكرم والإيثار، وقد اشتم رائحة الجنة وهو في أرض الشرف والجهاد، حيث أنَّه رضي الله عنه قد نشأ في أسرة عريقة، حيث أنَّ أباه هو الربيع بن عمرو الذي كان أحد سادات قبيلة الخزرج بني الحارث، حيث عهد والده أن يبعثه لكي يتعلم القراءة والكتابة وهو في سن صغير، وعندما اشتد وصلب عوده بعثه والده لكي يتعلم ركوب الخيل، حيث منَّ الله تعالى على سعد بن ربيع بالعقل السليم والناضج كذلك، وكان يمتلك ذلك القلب الذي يُحب الخير لكل من هو حوله.

المصدر: رجال حول الرسول، خالد محمد خالد، 1968م.صور من حياة الصحابة، عبدالرحمن رأفت باشا، 1992م.فضائل الصحابة، الإمام أحمد بن حنبل، 1983م. أُسد الغابة في معرفة الصحابة، الإمام ابن الأثير، 1994م.


شارك المقالة: