اقرأ في هذا المقال
- ما هي قصة الصحابي الذي كانت الملائكة تنزل لكي تسمع صوته بقراءة القرآن
- من هو الصحابي الذي كانت الملائكة تنزل لكي تسمع صوته بقراءة القرآن
كرَّم الله تعالى عباده الصالحين بالعديد من الكرامات، كما ومنَّ عليهم بها، ومن أشهر الأمثلة على تلك الكرامات، هي أنَّ الملائكة كانت تنزل إلى الأرض لكي تسمع صوت أحد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم وهو يقرأ كتاب الله عزَّ وجل، وفي هذا المقال سوف نتناول التحدث عن تلك القصة.
ما هي قصة الصحابي الذي كانت الملائكة تنزل لكي تسمع صوته بقراءة القرآن
في أحد الليالي أراد هذا الصحابي الجليل أن يُحييها وهذا بقراءة القرآن الكريم، وكان حينها بجانبه صغيره الذي أسماه “يحيى”، وكذلك الفرس الخاصة به والتي أعدَّها رضي الله عنه وهذا بغية الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى حيث أنَّها كانت مربوطة بجانبه، وبدأ آنذاك بقراءة سورة البقرة حيث قال: “الٓمٓ (1) ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ (2) ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ (3).
وبعدما قرأها رضي الله عنه هاجت فرسه وجالت، ويُذكر أنَّها كادت أن تقطع ذلك الحبل التي رُبطت فيه، فخاف حينها على ابنه “يحيى”، فسكت آنذاك الصحابي فسكتت الفرس.
ثم عاود رضي الله عنه بإكمال السورة وقال: “أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ (5)”، ومن ثم عاودت الفرس مرَّة أخرى وهاجت وجالت بصورة أكثر من المرَّة التي سبقتها، فخاف أيضاً على ابنه فسكت رضي الله عنه فسكتت الفرس.
وعاود هذا الصحابي الجليل بالقراءة مرَّة ثالثة، فحدث كالمرتين السابقتين، فذهب آنذاك إلى ابنه الذي كان يجلس بجانبه وحمله، وحينها رفع ذلك الصحابي عينه إلى السماء فنظر وإذ بغمامة كانت كالمظلة، ووصفت بأنَّ العين لم ترَ أجمل منها ولا أبهى أبداً، وقد عُلق بها ما يُشبه المصابيح، فوصفت بأنَّ السماء حينها مُلأت الآفاق ضياءً وسيناءً، وبقيت تلك الغمامة تصعد إلى الأعلى إلى أن غابت عن ناظريه رضي الله عنه.
وفي الصباح التالي ذهب هذا الصحابي مسرعاً إلى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وهذا لكي يحكي له ما حدث في الليلة السابقة، فطمأنه سيدنا محمد عليه السلام وقال له آنذاك: “وتدري ما ذاك؟”، فردَّ عليه ذلك الصحابي: لا، فقال له النبي “تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم”.
وكان هذا الصحابي مولعاً بالقرآن الكريم حيث يُذكر عن أبي سعيد الخدري وابن الهاد عن محمد بن إبراهيم، عن أسيد بن حضير، أنَّ النبي قال له:” اقرأ يا أسيد، فقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود”.
من هو الصحابي الذي كانت الملائكة تنزل لكي تسمع صوته بقراءة القرآن
وهو أسيد بن حضير بن عبد الأشهل الأنصاري رضي الله عنه، اشتهر بأنَّه كان يكتب العربية، كما وكان يحسن كل من الرمي والسباحة، حيث أنَّه وفي الجاهلية كانوا الذي يحسن تلك المهارات بالكامل، ويعتبر رضي الله عنه أحد النقباء ليلة العقبة، حيث أنَّ إسلامه رضي الله عنه كان على يد الصحابي مصعب بن عمير.
كما وأنَّ سيدنا محمد قد آخى بينه وبين زيد بن حارثة رضي الله عنهم، أحد صحابة الرسول الكريم رضوان الله عليهم، كان زعيماً لقبيلة الأوس وهذا في المدينة المنورة قبيل دخوله في الدين الإسلامي الحنيف، حيث أنَّ مكانته تلك قد ورثها عن أبيه، حيث كان أحد أكبر أشراف العرب وهذا في فترة الجاهلية، وكان أحد الرواة لحديث الرسول محمد عليه السلام، وشارك رضي الله عنه في العديد من الغزوات كأُحد وغزوة حنينوالخندق وفتح القدس.
ومن بين الصفات التي كان يتمتع بها أو تلك الميزات أو الخصائص هو أنَّ الملائكة تنزل وهذا لكي تسمع صوته في قراءة القرآن، كما وأنَّ النبي محمد صلَّ الله عليه وسلَّم كان يثني عليه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال” أنَّ النبي قال: نِعمَ الرجل أبو عبيدة بن الجراح، نِعمَ الرجل معاذ بن جبل، نِعمَ الرجل أسيد بن حضير، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح”، وتوفي رضي الله عنه وكان عليه دين أربعة آلاف وكان يمتلك أرضاً فبيعت أرضه، فقال له عمر، لا أترك بني أخي عالة، فقام برد الأرض وباع من ثمرها كل سنة ألف درهم إلى أن سد الدين الذي كان عليه رضي الله عنه، ودفن في البقيع.