هناك العديد من القصص التي تحدثت عنها كتب سير الصحابة رضوان الله عليهم، ومن بين تلك القصص هي قصة ذلك الصحابي الذي كره لتلميذه أن ينام وحيداً، ففي هذا المقال سوف نتناول التحدث عنها.
ما هي قصة الصحابي الذي كره لتلميذه أن ينام وحيدا
كثير بن عبد المطلب ابن أبي وداعة كان يقول بمعنى كلامه أنَّ كان جالساً مع سعيد بن المسيب رضي الله عنه، حيث أنَّه قد فقده للعديد من الأيام وعندما جاءه قال له: أينَ كُنت؟، فردَّ عليه مجيباً: قد توفيت زوجتي، وأنَّني قد انشغلت بها، فقال: أردت أن أقوم، فقال: هل تزوجت مرَّة أخرى؟ فردَّ عليه قائلاً: الله يرحمك، من ذلك الذي يزوجني وأنَّني لا يوجد شيء أملكه سوى ذلك الدرهمين أو ثلاثة دراهم فقط، فقال له: أنا، فقال كثير بن عبد المطلب: أو تفعل، فقال سعيد رضي الله عنه: نعم.
وبعد ذلك حمد الله تعالى كثيراً ومن ثم قد صلى على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، كما وزوج كثير بن عبد المطلب وهذا على درهمين أو ثلاثة، فيقول كثير أنَّه قد قام وكان لا يدري ماذا يفعل من شدَّة الفرح التي كان عليها، فذهب إلى بيتة وهو في طريقه، أخذ يُفكر مِمَن سوف يأخذ النقود كدين وهذا لكي يتزوج، فصلى رضي الله عنه صلاة المغرب وانصرف إلى منزله واستراح، ويقول أنَّه قد كان صائماً فجاء إلى عائشه لكي يفطر فكان حينها خبزاً وزيتاً فقطاً.
فإذا بباب بيت كثير بن عبد المطلب يقرع، فقال مَن هذا فقال: سعيد فقال كثير بن عبد المطلب: فتفكرت في كُلِ إنسان اسمه سعيد إلّا سعيد بن المسيب فإنَّه لم يُرَ أربعين سنة، إلّا أنَّه رضي الله عنه كان ما بين بيته والمسجد، فقام كثير لكي يفتح الباب، فإذا بسعيد بن المسيب رضي الله عنه، فقال كثير بأنَّني اعتقدت أنَّ لسعيد رأي مختلف عن الرأي الذي كان عليه، أي أنَّه توقف عن تزويجه.
فقال كثير عبد المطلب ي أبا محمد إلا أرسلت إلي فآتيك؛ أي لماذا لم تُناديني فآتيك بدلاً من أن تأتي أنت، فقال سعيد رضي الله عنه لكثير: لأنتَ أحق أت تُؤتى، فقال كثير: فما تأمر؟، قال له إنَّ: كنت رجلاً عزباً فتزوجت، فكرهت أن تبيت الليلة وحدك، وهذه امرأتك، فقال كثير: فإذا هي قائمة من ورائه وهذا في طوله.
ومن ثم قام فأخذها بيدها ومن ثمَّ قد دفعها بالباب، ودره كذلك، فسقطت امرأة كثير رضي الله عنه وهذا بسبب الحياء، كما وأنَّها استوثقت من الباب، ومن ثم جاءت إلى تلك القصة التي كان يتواجد فيها الزيت والخبز كذلك، حيث أنَّها عمدت لأن تضعها في ظل السراج؛ وهذا بغية أن لا تراه، وبعد ذلك صعد إلى السطح، وقام برمي الجيران؛ أي أنَّها نادت عليهم وهذا بغية إشهار الزواج وإعلانه على العلن.
فجاء الجيران إلى كثير بن عبد المطلب فقالوا له: ما شأنُك؟، فقال لهم: يحكم قد زوجني سيد بن المسيب رضي الله عنه ابنته هذا اليوم، وقد أتى بها على حين غفلة، فقالوا له: سعيد بن المسيب قد زوجَّك؟، فقال كثير: نعم، وأنَّها في البيت موجودة.
فنزل الجيران إلى زوجته، وبلغ أمه فجاءت، وقالت زوجته: وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها إلى ثلاثة أيام، فقال كثير رضي الله عنه: “فأقمت ثلاثة أيام ثم دخلت بها فإذا هي من أجمل الناس، وإذا هي من حفظ الناس لكتاب الله وأعلمهم لسنة رسول الله صلَّ الله عليه وسلَّم، وأعرفهم بحق الزوج”.
فقال كثير بن عبد المطلب بمعنى كلامه: أنَّه لم يأتي سعيد ولا سعيد يأتيه وهذا لمدة شهر، وفي أثناء حلقة سعيد بن المسيب رضي الله عنه، جاءه كثير بن عبد المطلب وسلَّم عليه فردَّ سعيد عليه السلام، ولم يُكلمه إلى أن تقوض أهل المجلس، وعندما لم يبقى غير كثير في المجلس قال سعيد: ما حال ذلك الإنسان، فقال كثير: خيراً يا أبا محمد على ما يحب الصديق ويكره العدو، فانصرف كثير إلى بيته فوجه إليه عشرين ألف درهم.
وهذه هي قصة الصحابي سعيد بن المسيب رضي الله عنه الذي قد كره لتلميذه أن ينام وحيداً، فعمد سعيد بن المسيب لأن يزوجه ابنته.