اقرأ في هذا المقال
- قصة للأطفال عن النمرود بن كنعان والبعوضة التي أنهت جبروته
- ما هي العبر المستفادة من قصة النمرود والبعوضة
النمرود هو حاكم عظيم ومتجبر لم يكن يُصدق بوجود الله تعالى، وكان يتمنى من جميع من يحكمهم بأن يتخذوه إلهاً وحيدًا لهم وقد كان متكبر وعظيم يرى نفسه فوق الجميع، وقد عرفت قصته منذ زمن بعيد وخاصةً في زمن سيدنا إبراهيم عليه السلام.
قصة للأطفال عن النمرود بن كنعان والبعوضة التي أنهت جبروته
كانت المعلمة تشرح للطالبات حول الحكام الذين كانوا يدّعون الألوهية وكان من ضمن الحديث أنه كان هناك حاكم ظالم يدعى بالنمرود، وكان هذا الحاكم يتصف بالظلم للشعب الذي يحكمه ووصلت عظمته بنفسه أن طلب من جميع الناس الذين يحكمهم بأن يسجدوا له ويُظهروا له الولاء.
في تلك الحصة كانت هناك بيسان حيث سألت معلمتها عن السبب الذي جعل ذلك الحاكم يدعي الألوهية؟ فقالت المعلمة أن السبب في ذلك؛ لأن الناس الذين كان يحكمهم كانوا يحافون منه، ولأنه كان يملك الكثير من المال، فقد كان متسلط من خلال جنوده الذين يعملون معه.
ومن جهة أخرى طلبت فرح من المعلمة بأن تحكي لهم قصة ذلك الحاكم الظالم الذي ظلّ يستعبد الناس في أرزاقهم ظناً منه بأنه هو الذي يرزق ويُطعم الناس وأن بيده الخير كله.
بدأت المعلمة الدرس بآيات قرآنية من سورة البقرة، وبدأت المعلمة بسرد القصة منذ أن دخلت إحدى الساحرات اللواتي يثق بهن النمرود فأخبرته بأنه سيولد طفل، وهذا الطفل سيكبر وسيزبل حكمه وألوهيته من بين الناس، وفي تلك اللحظة لم يكن من النمرود إلا أن يطلب من الحرس الموجودين عنده بأن يأتوا بجميع النساء اللواتي يلدن ليحجزوهن حتى يضعنّ حملهن.
بالفعل فعل الجنود ما طلبه النمرود، ثم سأله الجندي وماذا بعد أن يلدن ماذا نفعل بهن؟
النمرود: التي تلد أنثى اجعلهن يعملن مع الجاريات في القصر، أما اللواتي يحملن ويلدن ذكورًا عليكم بقتل هؤلاء الذكور.
في تلك اللحظة سمع آزر وهو أحد الخدم للكاهن وهو من يحسن صنع التماثيل للآلهة بما ينوي فعله ذلك الحاكم الظالم، فأخذ زوجته وأرسل بها إلى جبل بعيد عن أعين جنود النمرود.
وكعادته الحاكم الظالم لا يصدر إلا قوانين ظالمة مثله، فقد أصدر مرسومًا يقول فيه من يسجد لي وبشكل صحيح سأوزع عليه وأرزقه من الثمار والطعام والشراب، فأنا إلهكم ويجب عليكم أن تسجدوا لي وتطيعوني.
قالت بيسان: لكن من هو آزر يا معلمتي؟
المعلمة: آزر هو والد سيدنا إبراهيم عليه السلام.
ومرت الأيام وكان آزر يذهب من حين لحين حتى يطمئن على زوجته وابنه، وعندما ولدت زوجة آزر بقيت هي وابنها في الكهف خوفاً من النمرود الظالم إلى أن كبر ونشأ.
وبعد فترة جاءت تلك الساحرة إلى النمرود، وقال لها ما رأيك الآن لقد قتلت كل الذكور، ليس هناك الآن ما يهدد ألوهيتي وحكمي على الناس، فأجابته الساحرة: نعم لقد قتلت وقضيت على جميع الأطفال لكن من يريد إنهاء حكمك لم تصل إليه بعد، إن هناك طفلًا لم تقتله وهو الذي سيثبت بأنك لست إله في هذا الكون.
وفي يوم وبينما كان النمرود يسير في البساتين بدأ الناس يسجدون له وكان هناك من بينهم من لم يسجد كما يريد النمرود الظالم، فبدأ يتفاخر بنفسه ويقول كل من يسجد لي سوف أنعم عليه بالخير والرزق وبدأ ينادي بصوت الحاكم الظالم أنا إلهكم أنا ربكم وأرزقكم، أحسنوا لي بالسجود والولاء.
ومن بين الموجودين كان هناك رجل لم يسجد له كما يريد هذا الحاكم الظالم، وقد ظهر ذلك الرجل أمام النمرود وسأله عن السبب الذي جعل الجنود لم يوصلوا له شيئاً من تلك الخيرات ومن الأرزاق فأجابه النمرود ذلك لأنك لم تسجد كما أمرتك.
وبينما كان النمرود يتحدث وإذا بعينه تقع على شاب وقد كان وقتها سيدنا إبراهيم، فاندهش النمرود من عدم سجود ذلك الشاب له، فبدأ بسؤاله: من ربك؟ فقال الشاب ربي رب إبراهيم الذي يحيي ويميت.
ثم قال النمرود: أنا أحيي وأميت وسأجعلك ترى هذا بعينك، أيها الجنود هاتوا بالرجل الذي الذي لم يحسن السجود لي، فقال لذلك الرجل اذهب الآن لقد عفوت عنك أنت حر، وبعد أن صفح عنه أمر الجنود بإحضاره ورميه بالسهام ليقتلوه، فقال الحاكم الظالم المتجبر: هل رأيت ذلك بعينك؟ أنا إلهك أحيي وأميت.
ثم قال له ذلك الشاب أحيي الرجل الذي قتلته إذاً فلم يعرف كيف يرد عليه، ثم قال سيدنا إبراهيم ربي يأتي بالشمس من المشرق فأتي بها من المغرب إن استطعت، فذهل النمرود من جواب ذلك الشاب لدرجة أنه قد ربط لسانه ولم يستطيع الحديث بعد ذلك.
في ذلك الوقت جاء الأطباء من كل أنحاء الأرض ولم يستطيعوا معرفة سبب مرضه، ولم يعرف أحد ما الذي حدث لذلك الحاكم الظالم.
ثم جاؤوا بالساحرة فقالت سيشفى بإذن الآلهة وما هي إلا دقائق وقد قام ذلك الحاكم الظالم وقال أنا الإله! لقد شفيت نفسي بنفسي، والآن لقد عرفت عدوي وسأنتقم منه أشد انتقام ثم طلب من الجنود بأن يحضروا كبير الكهنة للآلهة، وبالفعل جاء آزر كبير الكهنة وسأله متى ولدت زوجتك؟ فقال آزر لا أذكر.
أجابه النمرود لقد ولدت زوجتك عندما طلبت من الجنود بأن يحضروا لي كل النساء، وعندما أمرت بقتل جميع الذكور، في ذلك الوقت أخفيت زوجتك عن الوجود، والآن مثلما أخفيته عني أريد منك أن تحضره لي.
وبالفعل لقد أحضر آزر ابنه إبراهيم وأمر النمرود بإشعال نار عظيمة لكي يضع فيها سيدنا إبراهيم ويحرقه لكن قدرة الله تعالى كانت أكبر من نار النمرود، حيث قال تعالى: “يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم” فأصبحت النار برد على سيدنا إبراهيم وكل من كان حول تلك النار ومن سمع بقصة سيدنا إبراهيم آمن برب إبراهيم إلا النمرود الذي بقي عنيداً وجباراً يريد أن يبقى الإله الوحيد.
وقد عجز العلماء في ذلك الوقت بأن تفسروا للنمرود ما حدث، ونادى النمرود على الساحرة وسألها ما الذي حدث؟ فقالت له الساحرة أما زلت تنكر بوجود رب إبراهيم فربي ورب إبراهيم هو من حولّ النار إلى برد على إبراهيم. فاقتنع أيها الحاكم بأن هناك رب واحد للناس وهو رب إبراهيم.
لم يصدق النمرود ما سمعه، وقام بتقديم أوامره للشخص المسؤول عن البناء وأمره بإنشاء مبنى كبير ليصعد فيه إلى السماء ويصل إلى النجوم وسيعطيه من المال ما يتمنى، وبأنه سيصل إلى رب إبراهيم ويقتله وسيجزل له العطاء.
قال البنّاء: حسناً أيها الحاكم وبالفعل لقد حدث ما طلبه النمرود الحاكم وقال: الآن سأصل للنجوم وقال له البنّاء وبكل غرور لم ترى شيئًا سوف أبني أكثر فأكثر حتى تصل لآخر السماء، ففرح النمرود الظالم بذلك وقال: الآن ها أنا أرى جميع الناس صغيرة بعيني.
لقد حدث ما لم يكن بالحسبان لقد شعر ذلك الحاكم الظالم بالخوف، فقد حدث زلزال أخاف من كان يدعي بالقدرة وبأنه بيده إحياء الناس وإماتتهم، فطلب البنّاء منه بأن يوقف الهزة كونه بيده كل شيء؛ لكي يمنع سقوط ذلك البناء.
لم يستطع أن يفرح النمرود كثيرًا فقد هاجمت النمرود والبناء سحابة من البعوض لتكون نهاية ذلك الحاكم الظالم بحشرة صغيرة، لقد دخلت بعوضة في أنف ذلك الحاكم الظالم فقد كان يطلب من جميع الناس العلاج ولا يجده لقد كانت البعوضة تطن في رأسه، حتى كان لا يهدأ رأسه من الطنين إلا إذا ضربوه على رأسه.
لقد بدأ ذلك الحاكم الظالم كالمجنون يسير في الطريق وهو يتحدث مع نفسه قائلاً “أخرجي أرجوك”، بعوضة صغيرة أنهت الجبروت الذي لدى ذلك الحاكم الظالم.
ما هي العبر المستفادة من قصة النمرود والبعوضة
- الرزق بيد الله تعالى وعلى الجميع عدم التكبر والظلم للناس فالظلم عواقبه وخيمة.
- على الجميع القناعة بأن الله تعالى يرسل أصغر مخلوق لينتقم من كل متجبر وعظيم، فقد كانت نهاية ذلك الظالم في أصغر مخلوقات الله تعالى.