قصة دينية للأطفال عن الإيجابية في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


الإيجابية تعتبر الحافز الذي يجعل الإنسان يدفع بنفسه ليصل لأهداف محددة، وهذا يجعل الفرد يحمل على أكتافه كافة معاني العطاء ويبعده عن السلبية المدمرة للفرد، وهي بذلك تمنحه السرور بالعطاء بالإضافة إلى الثقة بالنفس.

قصة دينية عن الإيجابية وأهميتها في الحياة

يحكى أنه كان هناك أب كبير في العمر، وكان هذا الأب يحب أن يعلم أبنائه كل ما فيه خير، وكيف يستطيعون أن يتغلبون على الصعوبات التي تمرّ في حياتهم.

فنادى على ابنه وقال له سوف أعلمك اليوم درساً لتكون إيجابياً وتبتعد عن كل ما هو سلبي في هذه الحياة وكيف يستطيع التغلب على الصعوبات التي تمرّ به.

فأحضر الأب ثلاثة أكواب مليئة بالماء وطلب من ابنه أن يضع تلك الأكواب الثلاثة على النار حتى تغلي، ثم طلب منه أن يحضر حبة من الجزر وكذلك بيضة وطلب كذلك أن يحضر حبات من القهوة.

أخذ الابن ينفذ ما يطلبه والده منه وبدهشة وهو يسأل نفسه ماذا يريد والدي بهذا؟ ما الهدف من وضع الماء على النار ولماذا أحضر الجزرة والبيضة وكذلك حبات القهوة.

لكن الابن ظل صامتاً ولم يسأل والده عن أي شيء.

ثم جاء الأب وبعد أن أتم غلي المكونات داخل الأكواب الثلاثة طلب من ابنه أن يتحسس المكونات التي وضعت داخل الأكواب الثلاثة، زادت حيرة الابن ثم فعل أيضاً ما طلبه والده منه.

ثم سأل الوالد ابنه ماذا رأيت عندما تحسست ما في داخل الأكواب الثلاثة يا بني؟

أجاب الابن: أما الجزرة فقد صارت طرية أكثر، والبيضة أصبحت أكثر صلابة أما حبات القهوة فقد وزعت بطعمتها الشهية على الماء كافة.

في تلك اللحظة لم يبقى مع الابن من الصبر فسأل والده: لكن ما هدفك يا والدي من هذا؟ ولماذا فعلت ذلك؟

الأب، كنت أريد من هذا أن أعلمك كيف يمكن أن تكون إيجابياً وتغير كل شيء بإيجابيتك، وعطائك للناس يجعلك أكثر إيجابية وبعيداً عن السلبية التي تكسر وتهدم ما حولها.

وأضاف لقد ظهر ذلك يا بني من حبة الجزرة التي كانت صلبة ثم أصبحت طرية عند غليها بالماء ولم تستطع أن تبقى قوية وصامدة، أما البيضة فقد أصبحت أكثر صلابة عند غليها بالماء، أما حبات القهوة فقد غيرت طعم الماء بالكامل بالرغم من صغر حجمها والماء كان كثيراً فقد استطاعت أن تغير طعمه.

ثم سأل الأب ابنه: والآن وبعد ذلك كله ما هو الشيء الذي ترغب أن تكون مثله؟

الابن: أرغب أن أكون مثل البيضة يا أبي صلباً وقوياً.

الأب: لم تحسن الاختيار يا بني، فالبيضة وبالرغم من أنها أصبحت أكثر صلابة فإنها سوف تتهشم وتنكسر ، أريدك أن تكون مثل القهوة معطاءً تعطي الجميع نكهة القوة والجمال والإيجابية في عطائك، مثل القهوة تمامًا وبالرغم من أنها حبات متناثرة صغيرة إلا أنها استطاعت أن تعطي طعماً ونكهة من الطعم اللذيذ الذي يحبه الجميع.

قصة دينية عن إيجابية الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه

عندما ذهب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الطواف حول الكعبة، قام بتقبيل الحجر الأسود وذلك لأن الفاروق رأى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، وقال والله لولا أني رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم لما فعلت، إنني أعلم بأنك حجر أصم لا تنفع ولا تضر.

ولكنه فعل ذلك استحساناً للناس فمن وصل إليه قبّله ومن وصل إليه ولم يستطع تقبيله عليه بلمسه، وفي ذلك أراد عمر بن الخطاب أن يعلم الناس اتباع السنة النبوية، وعدم مخالفة الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام وأن اتباع السنة النبوية واجب على كل مسلم.

أما الحكمة الأخرى فهي أراد أن يعلمنا بأنه لا بد من اتباع السنة النبوية حتى دون أسباب، ولكن علينا أتباع السنة من قول وعمل وفعل فهكذا فعل النبي عليه الصلاة والسلام وهكذا علينا أن نتبع سنته عليه أفضل الصلاة والسلام.

فتقبيل الحجر الأسود ما هو إلا اتباع للسنة النبوية الشريفة وليس تشبهاً بما يفعله الكفار مع الأصنام لعبادتها. أي كما يفعل المشركون من تعظيم للأوثان.

ما هي العبر المستفادة من قصة الإيجابية في الإسلام

  • على الجميع أن يكون إيجابياً وبعيدًا عن السلبية؛ لأن السلبية تدمر نفسية الشخص.
  • علينا أن نعلم أبنائنا بأن يكونوا إيجابين ليكونوا معطائين.
  • هناك حكمة لكل ما يفعله الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، وهذا ظهر بإيجابية عمر بن الخطاب عندما قبل الحجر الأسود وقال والله إني أعلم بأنك حجر لا تنفع ولا تضر ولولا أنني رأيت الرسول يقبلك ما قبلتك.

شارك المقالة: