قصة دينية للأطفال عن شجاعة الصحابة في الغزوات

اقرأ في هذا المقال


الشجاعة هي بذل النفس والمال في سبيل تحقيق عمل ما، ومنها الشجاعة والإقدام في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، وخاصةً عندما بدأ نشر الدين الإسلامي وبدأت الغزوات والمعارك في سبيل رفع راية الإسلام والدفاع عن الإسلام والمسلمين، والشجاعة هي من أهم الصفات التي دعا لها الإسلام.

قصة دينية للأطفال عن شجاعة أبي سفيان في الغزوات

أبي سفيان: وهو أكثر الأشخاص الذين عادوا الرسول صلى الله عليه وسلم وقد بقي عداؤه للنبي محمد ما يقارب العشرين عاماً، وخاصة في بداية الدعوة الإسلامية.

أما عن شجاعة سفيان بن عبد المطلب في يوم حنين فقد ذكر بأن أبي سفيان بن الحارث وعباس بن عبد المطلب قد لازموا النبي عليه الصلاة والسلام ولم يفارقوه، حيث كان النبي عليه الصلاة والسلام على بغلة بيضاء وكانت البغلة هدية من فروة الجذامي.

عندما التقى المسلمون بالكفار في أثناء المعركة فر المسلمين من المعركة فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته قبل الكفار فكان أبو العباس يأخذ بلجام حتى لا تسرع وأبي سفيان يأخذ بركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذوا ينادون على المسلمين ليعودوا للقتال، ورجع المسلمين ليقاتلوا في الغزوة إلى أن فازوا في المعركة، حيث دافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم حتى أنه فقد إحدى عينيه وهو يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أما عينه الثانية فقد فقدها في معركة اليرموك وذلك عندما أوكله خالد بن الوليد رضي الله عنه في مهمة نشر الجهاد والدعوة للإسلام بين المسلمين وبين الجنود. حيث كان يسير في معركة اليرموك ليدب الحماس بين الشباب المقاتلين.

هذا وبينما كان سفيان رضي الله عنه يسير مع زوجته هند بنت عتبة؛ ليشجعوا الجنود ولقد ضاق ذرعاً وحاول أحد الجنود أن يقتل أبي سفيان، ولكنه  لم ينجح بقتله بل نجح باقتلاع عين أبي سفيان اليمنى، وفي ذلك الوقت فقد أبي سفيان نعمة البصر وأصبح أعمى العينين بالكامل هذا وبالرغم من الضربة التي نالها أبي سفيان فقد استجمع قواه وربط لفافة بيضاء على عينيه؛ لأن الدماء كانت تنزف من عينيه. لقد كان ذلك حافزاً ليرى ما لا يراه المبصرون، وفي تلك المعركة أطاح أبي سفيان ب(باهان) الذي كان قائد الرومان في تلك الفترة. وبدأ يصرخ أبي سفيان بأعلى صوت له الله أكبر .. الله أكبر حتى فر الرومان من الخوف مهزومين معلنين خسارتهم في الحرب.

في ذلك الوقت أصبح أبي سفيان ينادي الله أكبر.. الله أكبر ثم تعالت أصوات الجنود المسلمين وهم ينادون الله أكبر.. الله أكبر، لقد دب الرعب بين جنود الروم وقتل ما يقارب المئة والعشرون من جنود الروم. وانهزم الروم وفقدوا قائدهم.

وبينما انتصر المسلمين على جنود بيزنطة وبانتصار المسلمين انتهت دولة الروم والبيزنطة المتحالفة انهارت الدولة الرومية.

ما هي العبر المستفادة من القصة

  • بالرغم من أن أبي سفيان كان معادياً للرسول وللإسلام فقد أصبح من المحاربين الشجعان في المعركة.
  • ثقة أبي سفيان بالله كانت الدافع الذي منحهم القوة والصمود في وجه الكفار.

قصة عن شجاعة الصحابي طليحة بن خويلد في الغزوات

هو من أشجع المقاتلين في المعارك الإسلامية لقد عرف عن طليحة بأنه كان جاسوس قوي وكان يعتبر من أخطر الجواسيس في التاريخ الإسلامي.

ويعتبر طليحة من الذين أسلموا وارتدوا عن الإسلام كما وأنه يعتبر من الذين ادعوا النبوة، قد أسلم وادعى النبوة ثم أسلم مرة أخرى، وكرهه عمر بن الخطاب رضي الله عنه لذلك، بالرغم من قتاله العنيف ضد الأعداء.

هذا ولقد ارتد عن الإسلام في عهد أبي بكر الصديق ثم عاد وأسلم إسلامًا حقيقياً، وكان قد نوى العمرة وكان خجولًا جدًا من فعلته في عهد أبي بكر وقرر أن يذهب للعمرة في عهد عمر بن الخطاب ، ثم ذهب مرة أخرى للعمرة.

وقد ثبتت شجاعة طليحة عندما أرسله سعد بن أبي وقاص مع سبعة من الجنود إلى الفرس ليتحسسوا أخبارهم ويعرف أعداد الجنود لديهم وقد أرسله سعد بن أبي وقاص مع سبعة رجال، في ذلك الوقت وعندما رأى الجنود السبعة الذين أرسلهم سعد جيش الفرس وقوتهم انسحبوا؛ لأنهم وجدوا أنه من المستحيل اقتحام جيش الفرس وهم ليس معهم من الجنود والعتاد فرجعوا إلى بلادهم ما عدا طليحة الذي بقي مصراً على النجاح بالمهمة التي أرسله بها سعد بن أبي وقاص.

في ذلك الوقت لم ييأس طليحة من إكمال المهمة التي أرسل لها، فقد انتظر حتى جاء الليل ثم بدأ يتحسس عن بعد على جيش الفرس ثم وجد خيمة بيضاء وحولها عدد كبير من جيش الفرس، ثم أدرك بأن تلك الخيمة لقائد جيش الفرس، عندها قرر بأن يقطع الحبال التي تجعل الخيمة واقفة؛ لتسقط الخيمة على رأس القائد رستم ومن معه بالخيمة.

لحق الجنود الفرس بطليحة ليمسكوا به لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، حتى أن ذكاء طليحة وحنكته ظهرت من خلال ملاحقة الجنود له حيث كان يريد استدراج ما يستطيع من الجنود حتى يمسك بأحدهم ويأخذه إلى الديار الإسلامية، وقد نجح في ذلك وبالفعل لقد تمكن وحده من الانتصار على الفرس وحصل ما كان قد طمح إليه من إيصال أحد جنود الفرس إلى المكان الذي يرغب فيه طليحة ابن خويلد.

تمهل طليحة في الطريق ونظر خلفه وعندما وجد ثلاثة من الجنود يسيرون خلفه في تلك الأثناء وقرر منازلتهم وبالفعل قتل الأول والثاني والثالث بقي معه أسيراً ووضع السيف في ظهره حتى وصل بلاد سعد بن أبي وقاص، في ذلك الوقت سأل سعد بن أبي وقاص سبب قوتهم ومنازلتهم لجيش المسلمين.

بدأ سعد بن أبي وقاص بسؤال الأسير عن سبب قوتهم؟ لكن الأسير اندهش من سؤال سعد بن أبي وقاص هذا السؤال فقال  له: بدلاً من أن تسألني أنا عن سبب قوتنا ومنازلتنا لكم اسأل ذلك الجندي الذي قتل قائدنا ودب الرعب في جيشنا ولحقناه سبعة جنود ولكنهم لم يسلموا منه، فكان هناك منا من هرب وتراجع والقسم الآخر قتل وأنا الأسير بينكم، طبعاً الأسير يقصد بذلك طليحة.

وأضاف الأسير لقد خضت حروباً كثيرة وقاتلت لكني أبداً لم أرى وأسمع بشجاعة ذلك الجندي الذي أطاح بي أسيراً بينكم، يا له من جندي قوي وشجاع وشديد الذكاء فمن يستطيع أن يتغلب على جيش بأسره إلا إذا كان فطن وشجاع، ولقد حسن إسلام طليحة بن خويلد بعد وفاة أبي بكر الصديق.

ما هي العبر المستفادة من قصة طليحة ابن خويلد في الغزوات

  • القلة تغلب الكثرة عند الشجاعة.
  • الله يغفر الذنوب عندما يستغفر ويعود لربه بقلب ملئه التوحيد والإيمان بوحدانية الله تعالى وحده.
  • بالرغم من أن طليحة ارتد عن الدين الإسلامي وادعى النبوة إلا أنه قد عوض ذلك من خلال الحروب التي قام بها والدفاع عن الإسلام.
  • الإصرار على القتال والشجاعة في المحاربة تجعل من الشخص الواحد يقاتل وكأنه يمتلك كتيبة من الفرسان الشجعان، وذلك انطبق على طليحة عندما أسقط الخيمة على قائد جيش الفرس وأخذ الخيول من جانب الخيمة وكذلك عندما لحق به جنود الفرس.

شارك المقالة: