الإصلاح هو من الصفات المحببة، والإصلاح عكس الخصام والهجر ويعتبر الإصلاح بين الناس من الأمور التي دعت اليها الشريعة الإسلامية، ولا يمكن للأفراد أن يعيشوا بدون سلام وأمن، وتعتبر المجتمعات في الوقت الحاضر من المجتمعات التي توصف بكثرة المشاكل والسلوكيات الخاطئة التي تؤثر على الأشخاص في الوقت الحاضر وعلى تربية الأطفال.
قصة دينية للأطفال عن الإصلاح وتأثيره بين الأفراد في المجتمعات
مرح طالبة في الصف السادس الأساسي وهي طالبة مجتهدة، لم تكن مرح ترغب برؤية أحد في حالة من الخصام، وكانت تحب أن ترى كل من حولها مجتمعين ومحبين لبعضهم البعض.
في يوم من الأيام وبينما كانت مرح تلعب مع صديقاتها في ساحة المدرسة فجأة جاءت صديقتها بانا وقد كانت تلعب بشراسة أثناء لعبها، مما جعلها تُسقط فرح أرضاً الأمر الذي جعل فرح منزعجة مما دعاها لأن تسيء بانا، في تلك الفترة غضبت مرح لما يحدث بين صديقاتها وحاولت أن تهدأ الأمر، لكن دون فائدة.
بقيت بانا وفرح في حالة من الخصام المتبادل، ومرح كونها طالبة مهذبة حاولت كثيراً أن تصلح بينهن لكن دون نتيجة.
أخيراً قررت أن تتحدث مع معلمتها بشأن هذا الأمر، دخلت مرح على معلمتها بعد أن استأذنت منها بالدخول، ثم بدأت مع معلمتها التي تثق فيها بالتحدث عن تلك المشكلة، المعلمة بدورها أثنت على الطالبة مرح لموقفها النبيل تجاه صديقاتها، ثم طلبت منها أن تذهب للصف وتنادي عليهم إلى غرفتها لتحل المشكلة.
في تلك الأثناء طلبت المعلمة من فرح وبانا أن يشرحا المشكلة التي وقعت بينهن، ثم طلبت المعلمة منهن أن يتركا وساوس الشيطان؛ لأن الشيطان يدخل بين المتخاصمين ليزيد من الفتنة.
في تلك الفترة تلت المعلمة قول الرسول صلى الله عليه وسلم : “لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان: فيُعرض هذا، ويُعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام”.
في تلك الفترة طلبت المعلمة من بانا وفرح أن يسلمنّ على بعضهن البعض، بالفعل اقتنعت كل من فرح وبانا بكلام المعلمة التي طلبت منهن أن يشكرن مرح التي أثبتت بأنها صديقة مخلصة ومحبة لكل صديقاتها ولا تحب أن ترى الحزن في عيونهن.
بالفعل ذهبت كل من فرح وبانا للصف وشكرتا مرح ووعدن بأنهن لن يتخاصمن مهما كان الأمر، مرح بدورها فرحت لما قدمت لصديقاتها من مساعدة في عمل الخير ورؤية صديقاتها محبات لبعضهن البعض وتلت قولة تعال: “وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما* فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ الى أمر الله* فإن فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين”.
وهكذا فإن الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم قد دعوا للصلح ومنع الخصام بين الناس المتخاصمين واعتبر الرسول الكريم الصلح تجارة رابحة مع الله عز وجل.