قصة دينية للأطفال عن محاسبة الإنسان لنفسه على أعماله

اقرأ في هذا المقال


أن يحاسب النفس نفسه من الأمور التي يدعو إليها الإسلام وقد دعت الشريعة الإسلامية إلى أن يحاسب الشخص النفس قبل كل شيء، فالإنسان عندما يحاسب نفسه يشعر بتأنيب الضمير وبأنه قد قصّر في الواجبات والحقوق التي هي عليه تجاه الله والعبادات المختلفة.

قصة دينية للأطفال عن محاسبة النفس قبل حساب يوم القيامة

منذر شاب في ريعان شبابه مثله مثل بعض الشباب الذين يقضون حياتهم في الملذات، والبحث عن الهوى ولم يكن يهتم كثيراًً بطاعة أوامر الله والبُعد عن المنكرات، فقد كان كلما فكر بالصلاة يقول وبوسواس من الشيطان ما زلت صغيراً، هكذا كان يفكر منذر كغيره من الشباب.

وفي ليلة من الليالي وبينما عاد منذر من عمله وتناول طعام العشاء في المساء، قرر أن يذهب للنوم في فراشه؛ ليخرج في المساء ويلعب لعبة الورق مع أصدقائه.

في تلك الليلة رأى منذر في منامه بأن شيء يسقط من السماء للأرض ولم يكن يعلم ما هذا الشيء.

لقد حاول أن يعرف ما هذا الشيء؟ لكن عبثاً لم يعرف ما ذاك الشيء الذي سقط أرضاً.

هرب وركض منذر ليجد أحد لينقذه من ذاك الشيء الذي يركض وراءه لقد تمنى أن يرى أي مخلوق ليساعده ليعرف ما هو ذاك الشيء، في ذلك الوقت وكأنها جاءت ساعة التوبة والهداية من الله تعالى.

وجد أحد المفسرون تفسيراً لحلمه وعندما أخبره بما رأى، وجد المفسر أن يوم القيامة والحساب قد اقترب لمنذر وأن تلك عبارة عن علامات دالة على قرب يوم الحساب وساعتها.

في تلك اللحظة حاول منذر أن يتذكر الأعمال التي كان يقوم بها من الأعمال الصالحة والأعمال السيئة التي قام بها، مما جعله في حالة من الرعب والذعر الأمر الذي جعله يتمنى أن لا يأتي يوم القيامة ولا تقوم ساعة الحساب، الأمر الذي جعله بالفعل يرتعد ويخاف؛ لأنه قد قصّر في جنب الله.

استيقظ منذر في الصباح وسمع آذان الفجر واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم وحمد الله أنه كان مجرد حلم ولم يكن حقيقة، قام وصلى الفجر ثم قرأ بعض آيات القرآن الكريم وعندما قرأ “إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان ما لها يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها” إلى آخر السورة الكريمة.

بدأت دموعه تنهمر كالمطر؛ لأنه لم يكن يصلي في البداية ولم يؤدي عبادات الله كما طلب منه، كما أنه لم يحاسب نفسه قبل أن يرى مثل ذلك المنام، في تلك اللحظة أيضاً شكر الله على هذه النعمة وهي أنه تاب قبل فوات الأوان وعاهد الله أن يستقيم في طريق الحق، ودعا الله أن يغفر له كل ما عمل أهمله في الماضي من حقوق الله.

هكذا فإن منذر أصبح من الشباب الذين عرفوا بتقواهم وصلاح عملهم وقد بدأ يدعو جميع الشباب إلى الهداية والتوبة إلى الله ومحاسبة النفس على ما تقترف من أعمال سيئة.

على الجميع أن لا يسمع لوسواس الشيطان ويقول ما زلت صغيراً؛ لأن ساعة الحساب ليست مرهونة بعمر معين أو بزمن محدد لذا على الجميع أن يستغفر ويتوب إلى الله تعالى.


شارك المقالة: