قصة دينية للأطفال عن الشجاعة وأثرها في الحياة

اقرأ في هذا المقال


الشجاعة وتعني الإقدام على المَكارم وفعل شيء فوق طاقة الفرد ومنها ما يصل لبذل النفس للموت، كما أنها تعني شِدَّة القلب في وقت اليأس، وفي الشجاعة الكثير من الصبر والتحمل من أجل الآخرين، وقد تكون الشجاعة في الحرب وفي السِلم وفيها الكثير من الخير.

قصة شجاعة معاذ

معاذ طفل في السادسة من عمره، تعوّد معاذ ومنذ أن كان طفلاً في السادسة من عمره أن ينام في حضن أمه وأن يُمسك بيدها ليشعر بالأمان أكثر، وكان مما تعوّد عليه معاذ بأن تحكي له والدته قصصًا جميلة ومُسلية؛ لتساعده في النوم وتنمي عقله.

وفي يوم من الأيام تحدثت والدته له بأنه قد كبر في العمر وأصبح شاباً وسوف يذهب للبقالة ليشتري لوالدته  وأنه شجاع وقالت له: لقد جهزت غرفة جميلة لك أيضاً، ومن اليوم ستبدأ بالاعتماد على نفسك يا بني وتنام وحدك.

وفي الحقيقة في البداية اندهش معاذ مما قالته والدته؛ لذلك طأطأ رأسه بأنه موافق، وفي تلك اللحظة طلبت منه والدته بأن يذهب لغرفته الجديدة التي جهزتها له.

عندما دخل معاذ ليرى غرفته التي لن يشاركه فيها أحد، فرح لما رآه في الغرفة من رسومات جميلة لأفلام الكرتون التي يُحبها وكلها لشخصيات كرتونية تتحدث عن الشجاعة، كما أنه وجد غطاء جميلاً ملوّن مصمم للأولاد، وكذلك وسادته الجميلة في تلك اللحظة فرح، لكن عندما جاء المساء بدأ معاذ يحسب في الدقائق القادمة وطلبت منه والدته بأن يتناول العشاء ويغسل أسنانه ويذهب ليلبس ملابس النوم.

ثم يذهب لغرفته التي جهزتها والدته له، وبالفعل ذهب لغرفته الجديدة ثم حملته والدته ورفعته على السرير ثم سأل والدته ألن تحكي لي حكاية؟

أجابت والدته : أجل سأحكي لك حكاية جميلة ثم أذهب لفراشي لأنام، وعلى الفور بدأت والدة معاذ تقصّ القصة على معاذ وإذا به قد غطّ في سبات عميق.

بعد أن اطمأنت الأم على ابنها معاذ قبّلته وأراحت رأسه على الوسادة وجعلت النور خافت في غرفته، ولم يمضي من الوقت شيئاً حتى بدأت عيون معاذ تفتح، وعندما رأى الضوء فزع من نومه وكأنه قد رأى وحشاً وبدأ يصرخ: أمي .. أمي .. إنه الوحش أنقذيني، لقد جاء الوحش ليأخذني معه.

الأم: سمعت صوت معاذ وهو يبكي، ولكن كان معاذ ما زال نائماً فبدأت توقظ معاذ وتقول هيا استيقظ من النوم لا عليك يا بني، أنا بجانبك لا تخف هيا استيقظ. الوحش غير موجود لا تخف.

فتح معاذ عينيه بالكامل ثم اكتشف بأن والدته هي التي بجانبه وحاولت أن تحكي له قصة مرة أخرى لينام وبالفعل لقد نام معاذ ووضعت والدته الوسادة التي تخصها بجانبه، لقد كانت رائحة والدته عبر الوسادة وحضنها الدافئ تتسلل عبر أنف معاذ، لينام قرير العين.

بقي معاذ نائماً حتى أشرقت الشمس بخيوطها الذهبية لغرفة معاذ عبر النوافذ، وكأن والدته توقظه ليستيقظ، فتح عينيه ورأى نفسه يحتضن تلك الوسادة الدافئة الجميلة في ذلك الوقت استيقظ وقبّل الوسادة ثم ذهب لأمه وهو مسرور وقال: أمي أمي لقد نمت في ليلة الأمس في الغرفة خاصتي، واستيقظت وحدي ألم أكن شجاع بتصرفي هذا.

قالت الأم: صباح الخير يا طفلي الشجاع لقد كبرت وأصبحت شاباً تنام وحدك، أتمنى دائماً منك أن تكون شجاعاً ولا تخشى شيئاً، وفي مساء اليوم التالي بدأ معاذ يُجهز نفسه للنوم وحده، وعندما جاء وقت النوم ذهب إلى الفراش وبدأ ينتظر والدته حتى يسمع منها القصة الجميلة.

ما هي العبر المستفادة من القصة شجاعة معاذ

  • يجب على الوالدين تعويد أطفالهم منذ الصغر على النوم وحدهم وذلك لأسباب كثيرة منها اقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث دعا عليه أفضل الصلاة والسلام للتفريق بين الأطفال في المضاجع، وكذلك ليعتمد الطفل على نفسه.
  • عدم رواية القصص المخيفة للأطفال، حتى لا يخاف الأطفال عند فصلهم في الفِراش من أشياء غير موجودة أصلاً، وتعوديهم على النوم مبكراً.
  • الشجاعة وعدم الخوف من النوم في غرفة مظلمة؛ لأن هذا يولد الخوف عند الأطفال وبالتالي يبقى الطفل ذو شخصية ضعيفة.

قصة دينية للأطفال عن الشجاعة وعدم الخوف من المجهول

رنا فتاة في السابعة من عمرها، كانت تقضي أكثر وقتها بعد الانتهاء من المدرسة في اللعب في حديقة البيت الجميلة، وكانت رنا الطفلة الوحيدة لوالديها؛ وكانت تلعب مع الفراشات الزاهية اللون كورق أشجار الربيع وكذلك مع العصافير في الحديقة.

ورنا كعادتها بقيت تركض هنا وهناك وتلعب ولا تخشى شيئًا، لكن فجأة وبينما هي هكذا حتى رأت قطة كبيرة ولون عينيها عسلي أما شعرها فإنه غير مرتب فأرادت رنا ترتيب شعرها ثم بدأت تلك القطة تصدر صوت مواء عنيف.

وفي تلك اللحظة خافت رنا من القطة، وبدأت ترجع شيئاً فشيئاً، والدموع كانت على وجنتيها، وعندما كانت ترجع للخلف رأت رنا اللون الأحمر في يديها من تلك الوردة فخافت كثيراً من اللون؛ ظنًا منها بأنه دم نزل من القطة نتيجة خدش القطة لها.

خافت كثيراً وبكت وبدأت تصرخ بصوت قوي وتنادي: أمي أمي.

سمعت الأم صوت رنا وهي تبكي وتصرخ فخافت الأم وقالت: ما الذي حدث؟ بدأت الأم تركض باتجاه ابنتها رنا وعندما وصلت أبنتها أخذتها في حضنها، بدأت تبكي أكثر فأكثر، أمي أمي لقد أكلت القطة يدي انظري ليدي لقد تلطخت بالدماء يا أمي.

نظرت الأم ليدي ابنتها وابتسمت ابتسامة عريضة قائلة إن يديك سليمتان تماماً واللون الأحمر الذين ترينه ما هو إلا الوردة التي كنت تمسكين بها قبل أن تشعري بالخوف وقد تفتت الوردة بين يديك لتصبغها باللون الأحمر.

بدأت دموع رنا تختفي من عيونها وقالت: لقد ظننت بأن اللون الأحمر عبارة عن جروح يا أمي، بدأت الأم تضحك أكثر فأكثر من قول رنا فهذه الصغيرة المدللة لم تعتد على رؤية القطط الكبيرة.

والأم بدورها أخذت طبقًا ووضعت فيه القليل من الحليب، ثم طلبت من رنا بأن تذهب بالطبق لتلك القطة وتنادي عليها لتشربه، وقالت الأم لابنتها: أعرف يا ابنتي أنك قوية وشجاعة ولا تخشى تلك القطة المسكينة اذهبي واسقيها الحليب، بالفعل بقيت رنا تنتظر تلك القطة وتنادي عليها حتى جاءت تلك القطة وشربت الطبق اللذيذ.

وفي النهاية أصبحت لرنا صديقة جديدة وهي القطة ولقد اسمتها نورا؛ لتكون صديقتها المفضلة مع الفراشات والعصافير التي كانت تلعب معها في البداية.

وفي هذا يمكننا التفريق عما يُعرف بمصطلح الشجاعة والتهور، ففيهما وجه شبه ففي الحالتين يقوم فيهما الشخص بشيء غير اعتيادي، وكذلك فإن الشجاعة هو ردة فعل من ذات الشخص تجاه المواقف الاجتماعية أو الشخصية أو الجسدية.

أما بالنسبة للتهور وهو أن يقوم الشخص بعمل ما دون دراسة، كما أنه لا يأخذ بعين الاعتبار النتائج التي ستصدر بعد هذا القرار أو الموقف الذي قام به.

ما هي صفات الشخص الشجاع

في النهاية ممكن تلخيص صفات الشخص الشجاع كما يلي:

  • عدم الخوف من كلمة (لا) وذلك عندما يريد أن يرفض أمر ما.
  • أن يكون الشخص قادر على تجاوز ما مضى أو التخلي عن الأمور المسببة للقلق.
  • أن يصرّ الشخص الشجاع على تحقيق الأهداف جميعها دون الخوف من الصعوبات.
  • أن يعبّر الشخص عن نفسه دون خوف.

شارك المقالة: