قصة دينية للأطفال عن نعمة البصر

اقرأ في هذا المقال


الأعمى أو الكفيف هو الشخص الذي ابتلاه الله تعالى بعينيه أو بأحد عينيه بعدم البصر، وقد يكون الشخص منذ الولادة ضرير ومنهم من يكون بسبب حادث ما قد تعرض فيه لضربة في عينيه.

قصة دينية للأطفال عن نعمة البصر

في بلدة صغيرة يملأها الطمأنينة، كان هناك رجل عجوز ولديه ولد ضرير لا يرى، لم يترك ذلك العجوز طبيب للعيون إلا وذهب بابنه إليه، لكن دون فائدة في ذلك، وفي ذلك الوقت يأس الرجل العجوز وابنه من الذهاب للأطباء وجلس مع ابنه يسانده ويساعده للحصول على احتياجاته الخاصة، وكان الشباب الذين من عمره ينعتونه بالأعمى، مما كان يُشعر الابن بالحزن الشديد.

وفي يوم من الأيام كان هناك طبيباً يعرف بحالة ابن العجوز الصحية، فذهب أحدهم للرجل العجوز وقال له: لقد جئت إليكما لأنني سمعت بطبيب جاء للبلد وهو يسكن في المدينة الآن، وسيجري بعض الدراسات والمحاضرات ثم سيعود إلى بلده، لقد سمعت بأن هذا الطبيب يختص في العيون وهو بارع في عمله.

والأب بدوره فرح كثيرًا بهذا الخبر، ثم أعطى البشرى لأبنه بأنه سيرى بإذن الله وسيذهب هو وابنه للطبيب، لكن عليهم أن يحجزوا في الطائرة لكي يذهبوا لذلك الطبيب لأن المدينة بعيدة.

قال الرجل: لا عليك يا عمي لقد حجزت لكما في المطار للطائرة التي ستذهب إلى المدينة، في تلك الفترة طلب الرجل من العجوز وابنه بأن يجهزوا أنفسهم، وفي الصباح الباكر سوف يأتي ويأخذهم للمطار للحاق بالطبيب قبل مغادرته البلاد.

بالفعل لقد جهز الرجل العجوز أغراضه وأغراض ابنه من أجل السفر في اليوم التالي مبكراً، واستيقظ العجوز هو وابنه في الصباح وصليا الفجر ثم ذهبا بالقطار إلى المطار، وفي ذلك الوقت كان الرجل العجوز يتمنى من الله أن لا يخيب أمله وأمل ابنه الوحيد وأن يكون ابنه سندًا له ؛ لأنه لم يَعد يحتمل فقد أصبح كبيرًا في العمر ولا يقوى على مساندة نفسه.

بالفعل وصل العجوز وابنه للمطار وفي ذلك الوقت كان الناس ينظرون للعجوز وابنه نظرة فيها إشفاق، فلم تكن على ذلك الشاب أي علامات بأنه مريض وكفيف ووالده هو من يحتاج للمساعدة لأنه كبير بالعمر، وفي أثناء سيرهم والدخول للمطار تعثر العجوز بدرج السلم مما جعل أحدهم يصرخ على ذلك الشاب ويقول له: ما بالك ألا ترى بأن أباك لا يستطيع السير؟ لماذا لا تسانده أنت بدلاً من أن يسندك هو ما هذا لماذا غابت الرحمة من قلوبكم أيها الأبناء العاصيين.

في ذلك الوقت لم يكن بيد الشاب حيلة إلا البكاء، ثم صاح والده اتركه، فإن ابني تظهر عليه علامات الشباب والصحة، لكنه ضرير ولا يستطيع مساندة نفسه.

حزن الرجل على الحال التي عليها الشاب والرجل العجوز مما اضطر ذلك الرجل إلى أن يعتذر ويطلب من الشاب وابنه بأن يسامحوه وبيّن لهم بأنه ظن بأن ابنه معافى ولا يشكو من شيء، وقال: أرجوكم سامحوني.

وفي النهاية ركبوا جميعاً بالطائرة وأقلعت حيث يريد الأب وابنه، وعندما وصلوا هناك نزلوا عن السلم الأب يسير وهو يقول يا رب لا تترك ابني يا رب ساعده ليكون سنداً لي في كبري.

وصل الرجل العجوز وابنه إلى عيادة الطبيب، وعندما دخلوا قام الطبيب بدوره بالتهوين على الوالد والابن وطلب من العجوز أن يذهب مع ابنه لغرفة العمليات الموجودة في الغرفة الثانية، وأن يساعده والده في تغيير ملابسه ويتجهز للعملية.

بدّل الشاب ملابسه بمساعدة والده ثم دخل الطبيب والممرضة على الشاب ثم بدأ الطبيب بإجراء العملية لأبن العجوز، في تلك اللحظة بقي العجوز يصلي ويطلب من الله بأن يرد عيون ابنه له ولم يكن الأمر بالسهل فقد استغرقت العملية قرابة الساعتين وكانت الساعات تمرّ على الوالد كأنها سنوات.

أخيراً خرج الشاب من العملية والطبيب يمسح العرق الذي تصبب على وجنتيه ووجهه بالكامل، وعندما رأى والد الشاب وهو خائف من أن لا تنجح العملية، ضحك وهزّ رأسه وقال له: حمدًا لله على سلامة ابنك ما هي إلا لحظات وسيكون ابنك يرى العالم من حوله ويساندك.

والأب بدوره لم يعرف ماذا سيفعل يبكي أم يضحك فعلامات الحزن مع الفرح اختلطت على وجنتي الرجل العجوز مع الدموع التي كانت في عيونه، وذهب واحتضن الطبيب قائلاً شكرًا لك أيها الطبيب.

ما هي إلا أيام قليلة بعد العملية ويخرج الشاب من غرفة العمليات وعندها الدموع غطت وجه الرجل العجوز والشاب هتف قائلاً: أبي هذا أنت أليس كذلك؟ بدأت أرى يا والدي الحمد لله لقد أصبحت أرى يا أبي شكرًا لله ثم قال الطبيب الذي أجرى العملية انتظر حتى يذهب تأثير العملية ثم تعال إلي لنرى الدواء الذي ستسير عليه لكي لا يحدث مضاعفات وحمدًا لله على سلامتك.

بالفعل عاد الشاب مع والده وهو يبصر ما حوله، ولطالما تمنى أن يرى ولن ينادينه أحدهم بالكفيف فلقد كات يحزن كثيراً لذلك.

ما هي العبر المستفادة من قصة نعمة البصر

  • عدم الحكم على الآخرين من الخارج فمنظر الشاب كان يوحي بأنه قوي ويستطيع مساندة نفسه، لكن في الحقيقة كان الشاب أعمى ولا يقوى على السير وحده.
  • الحياة تستحق المغامرة فالشاب فقد قطع ووالده مئات الأميال للعلاج.

شارك المقالة: