المعطاء: هو الإنسان الذي يقدم في الدنيا أكثر مما يأخذ، وهذه الصفة مرغوبة بين الناس، والمعطاء هو إنسان تربى على الأخلاق الحميدة كما وأنه يعيش حياته في قمة العطاء وينال محبة الآخرين والفوز بمغانم كثيرة.
قصة دينية للأطفال عن كيف أكون معطاء
في بلدةٍ صغيرة وليست ببعيدة عن الحقول التي كان يزرع فيها أشجار التفاح والخوخ كان هناك طفلاً في العاشرة من عمره ويدعى كمال، كان كمال هذا يذهب للمدرسة وهو من الطلاب المجتهدين في المدرسة ولديه صديق يحبه ويسير معه للمدرسة، كما وأنه يعود للبيت مع صديقه علي؛ لأن بيوتهم ملاصقة جدًا فهم جيران.
كان كمال كلما عاد من المدرسة يعود للبيت ويقرأ دروسه، كما ويحل واجباته البيتية وفي المساء وقبل مغيب الشمس يذهب مع والده للحقل؛ ليقطف الثمار الموجودة في حقل والده ليساعده في ذلك.
وفي يوم من الأيام وذات مساء وعندما جلست العائلة لتشاهد برنامجًا تلفزيونيًا طلب والد كمال من زوجته بأن تحضر صحن من التفاح الذي قطفه هو وابنه من الحقل.
بالفعل أحضرت الأم التفاح وعندما بدأوا بالأكل، قال كمال: هذه الحبة قطفتها يا أبي بيدي وتلك أنا من وضعها في السلة، في تلك اللحظة بدأ الوالدين وكمال يضحكون وهم مسرورين.
فجأة وعندما كان يأكلان التفاح ظهرت على كمال علامات الحزن وتوقف عن أكل التفاح، قال الوالد ما بالك يا بني أراك حزيناً؟
كمال: لقد تذكرت كلام صديقي علي؛ ولأن عائلته لا تمتلك الحقل، قال لي بأنهم لم يأكلوا التفاح منذ فترة طويلة، كما أنهم ولسوء وضعهم المادي لا يستطيعون شراء التفاح، فهو يتمنى أن يأكل التفاح والفواكه.
في اليوم التالي قرر كمال وبعد أن استأذن والده بأن يقطف التفاح وبعض أنواع الفاكهة ليذهب بها الى بيت صديقه علي ليأكلا منه.
في تلك اللحظة فرح الوالدان بما قاله كمال، وبالفعل ذهب كمال مع والده وقطف بعض الثمار النظيفة ووضعها في سلة خاصة بالفواكه بعد ذلك عاد للبيت وغسل يديه، وقال لأمه سأذهب بهذه السلة لبيت صديقي وابن الجيران علي لكي يأكلوا من حبات التفاح تلك.
دق جرس الباب عند بيت علي، وقالت أم علي: من بالباب؟
كمال: أنا صديق علي.
الأم: أهلا وسهلا يا بني ما هذا الذي تحمله يا بني؟
كمال: إنها سلة من التفاح أحببت أن أحضره لصديقي علي ليأكل منه.
الأم: بارك الله فيك يا بني ثم نادت الأم على ابنها علي الذي كان يشتهي التفاح.
علي: أهلا كمال.
كمال: لقد أحضرتها لتأكل منها أنت وعائلتك.
علي: شكرًا لك يا صديقي.
كمال: لا شكر على واجب بالهناء والشفاء.
قالت أم علي: عندما تعود للبيت بلغ شكري وسلامي لوالدتك وبارك الله لها فيك يا بني.
وهكذا فالعطاء ليس مرهون بعمر أو بكمة العطاء بل يرتبط بالوازع الإنساني الذي عند الانسان، فبالعطاء يكتمل المجتمع الصالح، فالعطاء لا يكون فقط بالمال بل بالمشاعر وروح المحبة بين أفراد المجتمع.