قصص دينية للأطفال عن آداب الحوار

اقرأ في هذا المقال


الحوارهو ما يدور من حديث، وللحديث أدب وأخلاق يجب علينا التنبيه عليها، فالأطفال والكبار يجب أن يتعلموا آداب الحوار وأصوله، بحيث يحب على كل شخص احترام المتحدث وعدم مقاطعته.

قصة عبد الرحمن وأدب الحوار

كانت هناك عائلة مكونة من أخوين وهما عبد الرحمن ومهند، وكانت لهما أخت تسمى فاطمة.

قالت الأم: ابنتي فاطمة بما أننا أنهينا العمل لليوم، وقبل أن تكمل حديثها جاء عبد الرحمن وقال: أمي انني جائع أريد أن أتناول الغداء.

استمرت الأم في حديثها مع ابتها فاطمة وقالت: سنذهب غداً إلى بيت عمتك، وعاد عبد الرحمن وقاطع الحديث وقال: بصوت مرتفع أمي انني جائع أريد أن آكل.

قالت الأم: حسناً يا عبد الرحمن كم من مرةٍ قلت لك بأن عليك الاستئذان قبل الحديث ولا تقاطعني، ألا تراني أتحدث مع أختك؟

قال عبد الرحمن: حسناً يا أمي، لكن ماذا أفعل إنني جائع.

بعد أن تناول عبد الرحمن الغداء وصلى ودخل غرفته ليغير ملابسه، جاء والده المنهك من التعب.

قال الوالد: حسناً يا أم عبد الرحمن بما أن يوم غدٍ هو يوم عطلة نهاية الأسبوع سنذهب جميعاً للتنزه، لكن الوالد لم يكمل الحديث وإذا بعبد الرحمن يقاطع والده في الحديث، ويقول له بأنه يود الذهاب معه للتنزه ولن يذهب مع أمه وفاطمة إلى بيت عمته.

قال الوالد: ما هذا يا عبد الرحمن؟ كم مرة قلت لك أنه يجب عليك أن تحترم من يتكلم، ولا تدخل بالحديث دون أن تعلم محور الحديث، حتى إذا سألك أحدهم تعرف ماذا ستجاوب؟

لم يسمع أيضاً عبد الرحمن ما قاله والده واستمر بالقول أبي أريد الذهاب معك للحديقة، قال الوالد لأم عبد الرحمن: حسناً سنذهب جميعاً للحديقة، لكن يا عبد الرحمن لن تذهب معنا عقاباً له على ما فعل.

قال عبد الرحمن: أرجوك يا والدي أريد الذهاب معكم. في اليوم التالي تجهز كل من فاطمة وأخوها مهند، وكذلك الأب والأم للذهاب في النزهة.

ذهب الجميع للنزهة في حديقة الحيوانات وكان مهند وفاطمة قد لعبوا وأطعموا الحيوانات، فكرت فاطمة وقالت: لو أن عبد الرحمن معنا لكنا سررنا أكثر، فكرت فاطمة في طريقة تجعل عبد الرحمن يتراجع عن هذه الصفة غير اللائقة.

عندما عادت فاطمة وأخوها مهند للبيت، جاءت فاطمة وقالت: كم تمنينا أن تكون معنا، لقد أطعمنا الغزال ولعبنا مع القرود، وفجأة جاء أخوها مهند وبدأ يتحدث عن متعة اللعب وكان يصرخ بصوت عال لقد فرحنا كثيراً، وكان وعبد الرحمن يود السماع من أخته عن الحيوانات التي شاهدوها، لكن مهند بدأ يقاطعهم في الحديث.

أيقن عبد الرحمن الخطأ الذي كان يرتكبه عندما كان يقاطع والديه في الحديث، مع أن والديه قد نبهوه أكثر من مرة على هذا العمل غير اللائق.

ذهب عبد الرحمن لغرفة والديه ودق الباب وقال: هل تسمحون لي بالدخول يا والدي؟

أجاب الأب: تفضل يا بني.

قال عبد الرحمن لقد جئت لأعتذر عما بدر مني يا والدي من سوء تصرف، وأرجو منكما أن تقبلا اعتذاري.

قال الأب: حسناً يا بني، أنا أيضاً أرغب أن تذهب معي، لكني أردت أن أعلمك درس لمعرفة ما هي آداب الحوار، وسوف نذهب قريباً جميعاً إلى الحديقة وأنت معنا.

قصة رائد وأدب الحوار

في بلدةٍ هادئة حيث كان هناك طفلاً هادئاً ولطيفاً، والابتسامة تعلو وجهه مهما كان نوع الحديث الذي يتحدث به، وكان محبوب من قبل أصدقائه وأهله لأسلوبه اللطيف في الحديث.

وفي يوم وبينما كان رائد يجلس على مقعد في الحديقة، جاء أصدقائه ليأخذا رأيه في موضوع ما، قال الأصدقاء: السلام عليكم يا رائد، أجاب رائد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

سأل علي رائداً: من أجمل البر أم البحر يا رائد؟ أنا أقول البحر، وصديقنا محمد يقول البر، من أجمل برأيك يا رائد؟

أجاب رائد: البر والبحر الإثنين جميلين، فالبحر جميل بمائه وأسماكه وشواطئه وخرير الماء فيه متعة أيضاً، أما البر فهو جميل بسهوله، وجباله، وأشجاره، فكلاهما جميل.

قال علي: حسناً يا رائد، كلاهما جميل، فأنت محق.

سأل مهند رائد: ما هو فريقك الذي تشجعه يا رائد؟ فأنا أفضل فريق الحق وعلي يفضل فريق الحرية.

قال رائد: أنا أفضل فريق الحق.

صرخ مهند وقال: فريق الحرية أفضل من فريق الحق.

قال رائد: حسناً لكل منا رأيه، وليس من حقك أن تفرض علي رأيك، لكل منا رأيه الخاص به.

قال مهند: وبصوت مرتفع فريق الحرية أفضل بكثير.

قال رائد: إذا أردت أن نبقى أصدقاء يجب أن تتعلم أولاً أدب الحديث، وكيف يحترم كل منا رأي الآخر.

قال مهند: صدقت يا رائد، اعتذر عن الأسلوب الذي تحدثت به معك، وما أجمل صداقتنا، واعتز لأننا أصدقاء.


شارك المقالة: